أكد خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو عضو الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن الصراع القائم بين مدريدوالرباط، هو أمر مقلق، واصفا إياه بالمشكلة الخطيرة لإسبانيا، إذ اعتبر أن العلاقة مع المغرب هي أساسية، وذلك بحكم تجربته الجيدة مع هذا الأخير. وسجل ثباتيرو في معرض حديثه خلال مروره بإحدى البرامج التلفزية الإسبانية، أنه وخلال اشتغاله بمنصب رئيس الوزراء سابقا، كانت العلاقة بين البلدين جيدة جدا،مؤكدا بأن العلاقة بين البلدين مبنية على مبدأ الثقة الموجودة بين الملك محمد السادس والملك الإسباني فيليب السادس. وأضاف المتحدث ذاته على ان المغرب دائما ما يعتقد أنه لا يحضى بالتقدير الكافي في إسبانيا، مضيفا أنه كان شاهدا على كل المجهودات التي كانت السلطات المغربية والجيش المغربي تبذلها للسيطرة على الهجرة غير شرعية. وتابع رئيس الوزؤاء الأسبق في معرض حديثه قائلا، أن الشرطة المغربية تجد أحيانا صعوبة كبيرة في السيطرة على المهاجرين القادمين من مالي والسينغال، واصفا الأمر ب"المفجع"، خصوصا عندما يجد المسؤول المغربي نفسه مضطرا للرؤية مباشرة في عين المهاجر وإخباره بأنه لا يستطع أن يسمح له بالعبور. وشدد رودريغز ثاباتيرو على أن المغرب شريك قوي، وينبغي الوثوق به، وهو يطمح فقط أن تكون العلاقة بين البلدين جيدة. وكانت قد رفضت الدبلوماسية المغربية اليد الممدودة لألمانيا وقاطعت اجتماع برلين بشأن ليبيا الذي دعي إليه المغرب، على عكس إسبانيا، حيث شعرت الدبلوماسية الإسبانية بخيبة أمل، خصوصا وأن وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، فعلت المستحييل لكي تتم دعوتها في 23 يونيو إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا الذي عقد في العاصمة الألمانية. كل هذا دون جدوى، المعلومة وردت في مقال جديد نشرلى جريدة "الكونفدونسيال" الإسبانية، نشر يوم 28 يونيو 2021. وكان قد سافر رئيس الحكومة نفسه، بيدرو سانشيز، إلى طرابلس في 3 يونيو، ليعلن عن إعادة فتح السفارة الإسبانية، التي كانت مغلقة منذ عام 2014، وبالتالي حاول فتح المجال أمام الشركات الإسبانية في إعادة الإعمار القادمة للدولة الواقعة في شمال إفريقيا. انجلا ميركل وبيدرو سانشيز وتعتبر إسبانيا شريكا مهما لليبيا. ففي عام 2019، قبل ظهور الوباء، كانت الزبون الثاني بعد إيطاليا وخامس مورد لها. وفي هذه الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات هيدروكربونية في إفريقيا، تعمل أيضًا العديد من الشركات الإسبانية في قطاع الطاقة، بدءًا من شركة "ريبسول". وعودة إلى اجتماع برلين، فعلى الرغم من أن الاجتماع كان على مستوى وزراء الخارجية، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي وجهت الدعوات في النهاية، لم تلين موقفها، حيث لم تكن إسبانيا ضمن ال 15 مشاركا، بالإضافة إلى ليبيا نفسها. جيرانها في شمال إفريقيا والولايات المتحدة وسلسلة من الدول الأوروبية، بما في ذلك هولندا وسويسرا. مع التذكير أنه لدى الدولتين علاقة أقل بكثير مع ليبيا من إسبانيا نفسها. ميركل ووزير خارجيتها، هايكو ماس، كلاهما وجها دعوة إلى ناصر بوريطة، رئيس الخارجية المغربية، علما ان ألمانيا والمغرب تمران بأزمة دبلوماسية منذ الأول من مارس، وهي الأزمة المماثلة لتلك التي تعيشها إسبانيا مع جارتها الجنوبية. وتجدر الإشارة إلى أن بوريطة يوبِّخ برلين، قبل كل شيء، على تشكيكها في القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في دجنبر 2020 بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، لدرجة أن السفير الألماني لدى الأممالمتحدة، كريستوف هيوسجن، الذي كان قد ترأس حينئذ مجلس الأمن، دعا إلى اجتماع استثنائي لمناقشة هذه القضية. وعند خروحه تحدث عن "احتلال" المغرب للصحراء. ولعل الأمر الأكثر خطورة هو تعليق المغرب للتعاون الامني، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وأكد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في المغرب، في 25 يونيو ، حسب الصحيفة الإسبانية اليمينية دائما، أنه "لا يوجد تعاون في الشؤون الأمنية مع ألمانيا". وأكد الناطق الرسمى باسم وزارة الداخلية الالمانية هذا التعليق في حوار مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج". لكن التعاون الامني مع إسبانيا لازال مستمرا، حسب الشرقاوي، رغم أنه "مهدد". وتعتبر السلطات المغربية أن أجهزتها السرية تتميز بوفرة ونوعية المعلومات التي تجمعها حول الجهادين، والتي تؤكد الصحيفة الإسبانية أنها تستخدم احيانا إلى جانب الهجرة السرية، للضغط على شركائها. ولهذا قطعت الرباط هذا التعاون في مكافحة الإرهاب، وكذلك التعاون القضائي مع باريس بين فبراير 2014 ويناير 2015. كما علقته مع مدريد في غشت 2014، تضيف دائما الصحيفة الإسبانية "الكونفدونسيال". تقرؤون أيضا: سري: انجلا ميركل "ضحت" بإسبانيا في برلين من اجل محاولة المصالحة مع المغرب !