ما تفادته الرباط ركزت عليه واشنطن. حيث أجرى وزيرا الخارجية المغربي ناصر بوريطة والأمريكي أنتوني بلينكن محادثات على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لداعش في روما. وفي الوقت الذي لم يتحدث فيه الرباط عن الشطر المتعلق بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، جاءت تغريدة وزير الخارجية الأمريكي لتكشف أن حكومة بايدن وضعت ملف حقوق الانسان والصحافة ضمن أضلاع السياسة الخارجية الأمريكيةالجديدة. وكتب وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في صفحته على تويتر: "لقاء جيد اليوم مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لاستعراض مصلحتنا المشتركة في السلام والاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة، كما ناقشنا التطورات في ليبيا ورغبتنا في رؤية الاستقرار والازدهار هناك". وكان قد كتب المحلل محمد الشرقاوي في مقالة نشرها في 27 فبراير الماضي بعنوان "أمل في مصالحة وطنية مغربية"، كتبت هذه الخلاصة: " سيحلّ يوم يصبح احترام حقوق الإنسان ضمن ضوابط الحوار والتعاون بين واشنطنوالرباط. ستتحرك السياسة الخارجية لحكومة بادين على مسارين متوازيين: مسار الواقعية السياسية وخدمة المصالح الاستراتيجية الأمريكية ومسار تكريس الحريات العامة ضمن سياسة القيم التي لا يتبناها الرئيس بايدن باعتباره أحد الديمقراطيين المعتدلين فحسب، بل تصر عليها نائبته كمالا هاريس وعدد ليس بالقليل من أعضاء حكومته ممن يمثلون الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي والذي يقوده السناتور بيرني ساندرز وإليزابيث وورين. وشرط احترام حقوق الإنسان ليس ترفا سياسيا بالنسبة لفريق بادين، بل هو ضرورة استراتيجية لاستعادة المصداقية والاحترام للولايات المتحدة في أعين العالم." وكانت الرباط قد أعلنت أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أجرى اليوم الاثنين بروما، محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي، السيد أنتوني بلينكن. وتناولت هذه المحادثات، التي جرت على هامش مشاركة السيد بوريطة في أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض ل "داعش"، الشراكة الإستراتيجية الثنائية وسبل تعزيزها، وذلك في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعلاقات متعددة الأبعاد القوية القائمة بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية. كما ناقش الجانبان المواعيد الثنائية المقبلة، وبعض القضايا الإقليمية التي يضطلع فيها المغرب، بفضل رؤية جلالة الملك، بدور مهم، لاسيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط والأزمة الليبية. وللتذكير، فإن السيدين بوريطة وبلينكن كانا قد أجريا في 30 أبريل الماضي، محادثات هاتفية نوها خلالها بالشراكة الإستراتيجية الصلبة والدائمة، القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية منذ عقود. وبهذه المناسبة، كان وزير الخارجية الأمريكي قد أشاد بالتقدم الذي أحرزه المغرب على مدى العقدين الماضيين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على صعيد الإصلاحات السياسية والتقدم الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. كما أشاد السيد بلينكين، من جهة أخرى، بالدور القيادي لجلالة الملك في مكافحة التغيرات المناخية والاستثمار في الطاقات المتجددة وتعزيز الاقتصاد الأخضر. وكان المسؤولان قد بحثا، أيضا، القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل. وفي هذا الصدد، أشاد السيد بلينكن بالدور الذي يضطلع به المغرب في تحقيق الاستقرار في منطقة موسومة بالاضطرابات.