وصفها المغاربة بالمرأة الحديدية، والديبلوماسية المحنكة، بعد تصريحاتها يوم أمس بخصوص الأزمة بين المغرب وإسبانيا، تعمل في الصف الأول لتوضيح وجهات نظر المغرب والدفاع عن مصالحه ولتطوير أساليب تدبير الأزمات المتتالية بين البلدين منذ توليها منصبها العام 2018 خلفا لأخيها فاضل بنيعيش. كريمة بنيعيش، عينها الملك محمد السادس، في أبريل 2018 سفيرة للمغرب بإسبانيا، ولدت يوم 2 أبريل سنة 1961 بتطوان وتتحدث، الديبلوماسية المغربية، اللغة الاسبانية بطلاقة بحكم أن والدتها كارمن ميلان إسبانية من غرناطة، وعوضت بنيعيش في منصب سفير المغر بإسبانيا شقيقها فاضل بنيعيش الذي كان يشغل هذا المنصب منذ سنة 2014. بنيعيش حاصلة على دكتوراه شرفية من جامعة نوفا بلشبونة (2013)، وعلى الباكلوريا – علوم اقتصادية بالرباط سنة 1981، وعلى الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1986، وعلى شهادة "ميتريز" في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1988. وقد تقلدت كريمة بنيعيش العديد من المهام من بينها مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. ازداد الضغط هذه الأيام على بنيعيش، فالأزمة الأخيرة بين البلدين ليست عادية، بعد سماح حكومة مدريد بدخول زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة ودون إخطار الرباط بما ستقدم عليه، ما يضع العلاقات الثنائية على المحك، تنضاف إليها أزمة الهجرة الجماعية للمغاربة قبل أيام عبر مدينة الفنيدق نحو سبتةالمحتلة وما جاورها من تصريحات مغلوطة من قبل الحكومة الاسبانية . وأكدت سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، اليوم الجمعة، أن اللجوء الى اخراج المدعو ابراهيم غالي من اسبانيا بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها، اختيار للركود ولن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقما. وأوضحت بنيعيش، في تصريح لوسائل إعلام إسبانية، أن الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مدريدوالرباط على خلفية استقبال زعيم الانفصاليين على التراب الاسباني، ابراهيم غالي، بشكل سري وبهوية منتحلة، تعد اختبارا لقياس مدى موثوقية وصدق الخطاب السائد منذ سنوات بشأن حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأضافت أن هذه الأزمة تشكل أيضا اختبارا لاستقلالية القضاء الاسباني "الذي يحظى بثقتنا"، وكذلك لعقلية السلطات الاسبانية في ما إذا كانت تريد أن تختار تعزيز العلاقات مع المغرب أو التعاون مع أعدائه. وأكدت سفيرة المملكة في مدريد أن إسبانيا اختارت للأسف التعتيم من أجل العمل من وراء ظهر المغرب من خلال استقبال هذا المجرم والجلاد وحمايته ، لدواع إنسانية ، وبالتالي الإساءة إلى كرامة الشعب المغربي. وشددت السفيرة على أن المغرب، وفي ظل الازمة الخطيرة التي يعيشها مع اسبانيا، لا يبحث عن أي مجاملة أو محاباة، بل يطالب فقط باحترام روح الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه مع اسبانيا وبتطبيق القانون الاسباني. وذكرت الدبلوماسية المغربية بأن الشخص الذي سمحت إسبانيا بدخوله إلى أراضيها بجواز سفر مزور وبهوية منتحلة، متابع من قبل القضاء الإسباني بسبب أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالإضافة إلى اغتصاب نساء. وأشارت إلى أن ضحاياه يحملون الجنسية الاسبانية ،وأن معظم الأفعال المنسوبة إليه وقعت فوق التراب الاسباني.