افتتحت، أمس السبت عبر تقنية الفيديو، أشغال الدورة الاستثنائية ال13 للاتحاد الإفريقي حول منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بمشاركة المغرب، وبرئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وألقى الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد محسن الجزولي، الذي ترأس الوفد المغربي في افتتاح هذه القمة، كلمة بالمناسبة. واعتبر الجزولي في كلمته أن فاتح يناير2021 سيشكل حدثا مشهودا في تاريخ إفريقيا، حيث سيشهد الإطلاق الفعلي للمبادلات التجارية في إطار منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، ما يشكل منعطفا حاسما في مسار وحدة واندماج القارة، مضيفا أن هذا الحدث هو تجسيد لإرادة الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، وهي الإرادة الإفريقية التي حدت بالمغرب إلى الدفع باتجاه نشأة الاتحاد الإفريقي ضمن "جمعية الدارالبيضاء". وأبرز الجزولي أن هذا الفضاء "الذي نحدثه جميعا" يوفر إمكانية التحويل الميداني للمواد الأولى التي تزخر بها إفريقيا و"تسريع وضع قاعدة صناعية إفريقية للاستجابة لاحتياجاتنا"، لافتا إلى أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بفضاء للتكامل من أجل خلق أقطاب للتنمية الاقليمية المترابطة، وفضاء ملائم للمزايا النسبية". وأكد السيد الجزولي أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية توفر إمكانيات للتشغيل بالنسبة ل12 مليون شخص يلجون كل سنة سوق الشغل، وأضاف أن هذه المنطقة " ستحرر عبقرية الإبداع الإفريقي، وستحدث جسورا بين المناطق، وستسرع إدماج المجموعات الاقتصادية الإقليمية التي يعترف بها اتفاق منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية كركائز إرشادية". وتجدر الإشارة إلى أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية تهدف إلى إنشاء سوق إفريقية تتكون من 1.27 مليار مستهلك وناتج محلي إجمالي تراكمي يتراوح ما بين 2.3 إلى 3.4 بليون دولار أمريكي. وعمل المغرب، الذي وقع في 21 مارس 2018 في كيغالي، على اتفاقية إحداث منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بلا كلل لتحقيق الهدف "صنع في إفريقيا"، في تجسيد للسياسة الإفريقية للمغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي دعا إلى "انبثاق إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية، إفريقيا جريئة تدافع عن مصالحها، إفريقيا مؤثرة في المحافل الدولية".