أكد عبد العلي حامي الدين، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، أن معبر الكركرات تم حسمه، ونحن الآن في وضع جديد، موضحا أن "هذا الوضع سوف يرتب تغييرات كبيرة على مستوى النزاع المفتعل في الصحراء المغربية". وأضاف حامي الدين، خلال مشاركته في برنامج "دائرة الشرق" على قناة الشرق، يوم الثلاثاء فاتح دجنبر الجاري، أنه في الوقت الذي حاول فيه المغرب حل مشكل الكركرات بالاتصال بوسطاء الأممالمتحدة، وتحلى بضبط النفس لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع، اختار مجموعة من بلطجية البوليساريو توقيف المعبر الذي هو شريان حيوي لمرور الشاحنات والبضائع إلى العمق الإفريقي، وهو قناة وصل بين أوروبا وإفريقيا. وأمام هذا الوضع، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ما كان من المغرب إلا أن يتدخل عن طريق قوة غير قتالية، من أجل فك الحصار عن هذا المعبر، مشددا على أن "هذا التدخل الاحترافي الذي لم تسقط فيه ولا قطرة دم واحدة، مكن العالم من معرفة الحقيقة، ولقي ترحيبا دوليا". وعبر حامي الدين، عن استغرابه من التوجه الذي مضت فيه الأدوات الإعلامية في الجزائر، والتي عملت على شن هجومات إعلامية غير مفهومة على المغرب، في وقت دعا فيه جلالة الملك من خلال خطاب شهير منذ سنتين إلى فتح حوار مباشر مع الساسة الجزائريين لحل كافة الإشكالات العالقة، لكن، يوضح المتحدث ذاته، ما يزال الساسة في الجزائر يمعنون في سياسة عدائية تجاه المغرب تمتد لأزيد من 40 أو 50 سنة. وبخصوص ملف الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، قال حامي الدين، علينا أن نتذكر أنه منذ حوالي 58 سنة من استقلال الجزائر عن المستعمر الفرنسي، لم تفتح الحدود سوى لسنوات قليلة، موضحا أن الإغلاق هو من جهة الجزائر وليس من جانب المغرب. وتابع "علينا أيضا أن نتذكر أن العلاقات بين المغرب والجزائر تتميز بوحدة الدين والجغرافيا والتاريخ والنضال ضد الاستعمال"، لكن، يضيف حامي الدين، "تأثر كل ذلك بوجود نظام مطبوع بثقافة الحرب الباردة وإضعاف الجار، والحذر من قوة المغرب ووحدته الترابية، إضافة إلى الدعم القوى الذي تمنحه الجزائر للبوليساريو". ودعا المستشار البرلماني، الجانب الجزائري إلى أن تترك الأممالمتحدة تقوم بعمها، وفتح الحدود بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الجانبين، مشيرا إلى الأثر الاقتصادي لهذا لإغلاق الحدود، ومنه ضياع نقطة من الناتج الداخلي الخام على البلدين. وخلص حامي الدين، إلى التأكيد أنه ليست هناك دولة على الأرض تسمى الجمهورية الصحراوية إلا في أوهام البعض، مردفا أن "أكثر من 160 دولة لا تعترف بهذا الكيان الوهمي، وأكثر من 17 دولة فتحت قنصلياتها بالعيون"، وتوجه للجبهة الانفصالية والذين يقفون خلفها بقوله: "عليكم أن تستفيقوا من الغيبوبة التاريخية، وتنتبهوا لمعطيات الواقع".