أشعل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الحرب مع إدارة برشلونة الإسباني بعد تغييبه عن إجراء اختبار فيروس كورونا المستجد استعدادا لمعاودة التمارين، وفقا لما نقلته مصادر مقربة من النادي لوكالة "فرانس برس"، لكن النادي استعاد أمله بالحفاظ على نجمه الأول بعدما أكدت رابطة الدوري الإسباني أن رحيل "البرغوت" عن فريقه يوجب عليه دفع 700 مليون يورو قيمة البند الجزائي. ودون اجتياز ميسي لاختبار فيروس "كوفيد-19″، لن يتمكن من الانضمام إلى زملائه في أول حصة تدريبية للمدرب الجديد الهولندي رونالد كومان الإثنين، مع بداية التحضيرات للموسم الجديد الذي ينطلق بعد أقل من أسبوعين. وكان من المقرر أن يخضع ميسي للاختبار عند الساعة 10:15 من صباح الأحد بالتوقيت المحلي لكنه لم يأت إلى مركز تدريب الفريق الكاتالوني وفقا للمصادر. ويمكن الآن معاقبة قائد الفريق وأبرز لاعبيه على الإطلاق بغرامة مالية وحتى بتخفيض راتبه في حال استمراره بعدم الحضور. وكانت وسائل الإعلام الإسبانية قد رجحت أن النجم الأرجنتيني الذي تقدم الثلاثاء من إدارة برشلونة بطلب الرحيل قبل عام على نهاية عقده، عدم حضوره اليوم للخضوع للاختبار. وأعربت الرابطة في بيان لها عن توافقها مع الفريق الكاتالوني فيما خص قضية لاعبه الأرجنتيني، واعتبرت أن "العقد ساري المفعول حاليا وفيه بند جزائي". وشدد على أن "لإنهاء التعاقد على اللاعب أن يدفع مبلغ هذا البند". وأضاف البيان "امتثالا للاجراءات التنظيمية المتبعة في مثل هذه الحالات، لن تقوم +لا ليغا+ بإلغاء تسجيل اللاعب من الاتحاد (الاسباني) ما لم يكن قد تم دفع مبلغ البند المذكور مسبقا". وتصر الإدارة الكاتالونية على أن الشرط الذي تضمنه عقد ميسي والذي سمح له بالذهاب مجانا هذا الصيف كان يجب أن يتم تفعيله بحلول 10 حزيران/يونيو، وبالتالي فإنه لم يعد ساريا. وتؤكد أن الطريقة الوحيدة التي تتيح لميسي الرحيل هي بدفع البند الجزائي المحدد بمبلغ 700 مليون يورو (833 مليون دولار أميركي) أو حتى ينتهي عقده في 30 حزيران/يونيو 2021. لكن ميسي وفريقه القانوني يعتقدون أن الشرط لا يشير إلى تاريخ محدد بل إلى 10 أيام بعد نهاية الموسم، الذي تم تمديده هذا العام إلى آب/أغسطس بسبب الوباء، حيث أن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لعبت الأسبوع الماضي. وكانت إدارة النادي الكاتالوني في وضع لا تحسد عليه أصلا حتى قبل زلزال ميسي بسبب الانتقادات الكثيرة التي طالتها عقب موسم كارثي تخللته فضائح متسلسلة (برشلونة غايت، فشل التعاقد مع تشافي للاشراف على الفريق، تخفيض رواتب اللاعبين أثناء وباء كوفيد-19 …) ونتائج رياضية مخيبة للآمال بخروج الفريق من الموسمين المحلي والقاري خالي الوفاض، آخر فصولها الهزيمة التاريخية على يد بايرن ميونيخ الألماني (2-8) في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ومن المؤكد أن غياب ميسي سيشعل معركته مع إدارة النادي التي تصر على عدم تلبية رغبته بفسخ عقده قبل عام على انتهائه. كما أن مشاركته في الفترة الاستعدادية للموسم الجديد قد تؤدي إلى الإضرار بقضيته القانونية إذا انتهت فترة رحيله إلى تسوية في المحكمة. وتجد إدارة برشلونة نفسها تحت ضغط رهيب وسط مطالبة بسحب الثقة منها بعد الزلزال الذي تسبب فيه افضل لاعب في العالم ست مرات. وغياب ميسي الأحد توقعته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية بعنوانها في عدد اليوم "لن يحضر"، مرفقة إياه بصورة للنجم الأرجنتيني وحيدا في ملعب "كامب نو" الخالي. وأجمعت الصحف الإسبانية على أن ميسي سيذهب الى المعركة حتى النهاية مع إدارة النادي التي ترى أنه لا يحق للنجم الأرجنتيني أن يستخدم البند الموجود في عقده والذي يسمح به بالرحيل، لأن الموعد النهائي لاستخدام هذا البند كان في حزيران/يونيو. وبحسب ما ذكرت صحيفة "أوليه" الرياضية الأرجنتينية هذا الأسبوع، فإن ميسي لم تعجبه لهجة المدرب الجديد كومان خلال أول مقابلة بينهما الخميس الماضي، عندما أخبره الأخير أن "الامتيازات التي كان يحظى بها في غرف الملابس انتهت، ولا بد من القيام بكل شيء من أجل الفريق. لن أكون مرنا". وأوردت "أوليه" أن ميسي يشعر بأنه مستهدف، وهذا الخطاب مع الطريقة التي أبلغ بها كومان المهاجم والصديق المقرب سواريز بأنه لن يعتمد عليه في الموسم المقبل، أدى إلى زيادة الرغبات الشديدة لرحيل أفضل لاعب عن البيت الكاتالوني. وتشير تقارير إعلامية أن مانشستر سيتي الإنكليزي سيكون الوجهة المقبلة لميسي مع راتب سنوي يقدر ب60 مليون يورو. وإذا ما قرر برشلونة وميسي تجنب العملية القانونية المطولة، فإن التوصل إلى تسوية بيع تبلغ نحو 100 مليون يورو، ستمنح الأفضلية للفريق المملوك اماراتيا، في حين قد يؤدي ذلك إلى تبديد احلام ضم النجم الأرجنتيني للفرق الأقل ثراء .