دعا رئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، عبد الله بووانو، إلى تصفية الأجواء وتنقيتها قبل الذهاب إلى الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، والقطع بشكل نهائي مع عدد من الممارسات التي أفرزت احتجاجات الحسيمة وجرادة وزاكورة. وأوضح بووانو في مداخلة له خلال ندوة "المناخ السياسي الوطني في أفق الانتخابات المقبلة"، نظمتها شبيبة العدالة والتنمية في إطار ملتقاها الوطني السادس عشر، السبت 29 غشت 2020 بالرباط، أن أهم شيء يمكن استخلاصه من الاحتجاجات المذكورة، هو "غياب وساطة الأحزاب السياسية والمنتخبين، أي أن الأحزاب السياسية لم تعد تلعب دورها لأنها مستهدفة". وشدد على ضرورة وضع حد لمنطق الاستهداف الذي تتعرض له الأحزاب السياسية والمنتخبين، وإلا لن يتقدم أي أحد للانتخابات، مبينا أن هذا الاستهداف يضرب في العمق العمل السياسي خاصة حين تقترب الانتخابات، مضيفا أن الإعلام العمومي لا يقوم بإشراك الأحزاب السياسية وتحميلها المسؤولية، ومنحها الفرصة للدفاع عن نفسها وعن الإشكالات التي يعانيها الوطن. وبين المتحدث ذاته، أن استهداف الأحزاب السياسية والفعل السياسي، تواصل حتى أثناء جائحة فيروس كورونا، قائلا "تعبأنا معا في البداية لمواجهة هذه الجائحة، ولكن في خضم هذه التعبئة كانت هناك ممارسات تستهدف السياسيين"، متسائلا ما معنى أن يتم الترويج بقوة وعبر الإعلام بأن الأحزاب السياسية لم تفعل شيئا ونحن لا نحتاجها، وإخراج صور فيها أسماء معينة من الوزراء، والادعاء بأنهم هم فقط من يشتغل وأن الباقي لا يشتغل. وأكد بووانو أن أكبر خطر يهدد بلدنا، هو الترويج إلى أننا لسنا في حاجة إلى المنتخبين أو المؤسسات أو الجماعات أو البرلمان، معتبرا أن انخفاض منسوب الثقة في المؤسسات يعود إلى هذا الاستهداف الذي لم نواجهه في الوقت المناسب بما يلزم من قوة، "وهذا هو التحدي الذي سيكون لدينا في 2021 في ظل هذه الجائحة". ونبه رئيس جماعة مكناس إلى أن الاستحقاقات المقبلة لها تحديات متعددة، في مقدمتها العزوف، ولمواجهته يجب القطع مع جميع الممارسات السابقة، المرتبطة ب "التليكوموند" و"التمويل" و"شراء الذمم" و"الفساد الانتخابي"، مضيفا أن مسيرة ولد زروال وصمة عار علينا، مضيفا أن العملية الانتخابية سنة 2016 عرفت اختلالات كبيرة يجب القطع معها وعدم تكرارها في الانتخابات المقبلة. وحذر بووانو من تغيير القوانين على المقاس، داعيا المطالبين بحذف العتبة إلى الظهور والوضوح وعدم الاختباء وراء أي جهة، معبرا عن أسفه لعدم نشر كل الأحزاب السياسية لمذكرات الانتخابية، "لكي نعلم كل حزب وعن ما يدافع". وشدد على أن الذي سيهزم العدالة والتنمية هو التنافس الحقيقي والمصداقية، مبينا أن الذي يجعل العدالة والتنمية يتصدر الانتخابات ليس العتبة بل ممارسته السياسية، داعيا خصومه إلى أن يقوموا بنفس الممارسات أو أفضل منها، ويتحلوا بنفس المصداقية التي يتمتع بها أو أفضل منها، مؤكدا أن "المصباح" لن تهزمه المناورات والتدليسات والاختباء وراء القوانين. ويرى بووانو أن المشهد السياسي يؤكد أن الأحزاب السياسية تعاني من بعض الإشكالات، منها "استقلالية القرار السياسي"، لأن منها من يتحرك بالهواتف وما يزال يفعل، متسائلا "هل يمكن أن نذهب للانتخابات وجهة لديها استقلالية القرار وجهة ليست لديها، هذا غير ممكن، وخلص المتحدث ذاته إلى أن انتخابات 2021 تحتاج إلى القطع بشكل مطلق مع كل الممارسات السلبية المذكورة.