اختتم مجلس النواب الدورة الثانية من السنة الرابعة للولاية 2016 -2020، في ظل ظروف استثنائية منذ بدايتها، حيث كانت حصيلة المجلس المصادقة على 21 مشروع قانون يغطي مختلف الأنشطة والقطاعات خلال الدورة التشريعية الثانية من السنة التشريعية 2019-2020. وأكد رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي الخمي، بمناسبة اختتام دورة أبريل 2020، أن المصادقة على هذه المشاريع من طرف المجلس تم في إطار الاحترام التام لروح الدستور والممارسة الديموقراطية ودولة المؤسسات، وفي إطار من التوافق وبالإجماع في أغلبية النصوص. وأبرز المالكي أهمية المبادرات التشريعية لأعضاء المجلس الذين تقدموا منذ بداية الولاية الحالية بما مجموعه 219 مقترح قانون، لم تتجاوب الحكومة، سوى مع 13 مقترحا منها، في حين لا يزال 200 مقترح قانون قيد الدرس يأمل أن تتجاوب السلطة التنفيذية معها. وأكد أن المجلس استجاب في مجال التشريع إلى حاجيات البلاد من القوانين بالسرعة والفعالية المطلوبة، ووسع من صيغ انفتاحه على المجتمع والتواصل معه من خلال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، إذ تضاعفت نسبة تتبع أشغال المجلس على مستوى الجلسات العامة واللجان على قناته الالكترونية على سبيل المثال ب300 في المائة. وأوضح المالكي أن المجلس سخر جهده الرقابي لمواجهة الوباء وتداعياته، إذ أن الجلسات الرقابية الخمسة عشر التي عقدت خلال هذه الدورة، ومنها ثلاث جلسات أجاب خلالها رئيس الحكومة على أسئلة أعضاء المجلس، وجلسة مشتركة لمجلسي البرلمان تفعيلا للفصل 68 من الدستور، خصصت أشغالها بالكامل لهذا الموضوع، وغطت 16 قطاعا مما يجسد يقظة المجلس وحرصه على المواكبة والمساءلة. وأكد رئيس مجلس النواب، أن عدد الأسئلة التي وجهها أعضاء المجلس إلى الحكومة بلغ ما مجموعه 3390 سؤالا منها 826 سؤالا شفويا تمت برمجة ومناقشة 42 منها في إطار الأسئلة التي تليها مناقشة، و2564 سؤالا كتابيا توصل المجلس بجواب عن 795 منها، مشيرا إلى أنه تفعيلا لدورها الرقابي، ناقشت لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان تقرير المهمة الاستطلاعية التي أنجزتها حول أوضاع المؤسسات السجنية، كما قدم أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج تقرير المهمة الاستطلاعية التي أنجزتها حول قنصليات المملكة في عدد من البلدان. وعلى مستوى اللجان الدائمة، كشف الحبيب المالكي بأن اللجان النيابية الدائمة خلال الفترة الفاصلة بين دورتي أكتوبر 2019 وأبريل 2020، وخلال دورة أبريل 2020، واصلت أشغالها التشريعية والرقابية بوتيرة عادية، إذ عقدت 53 اجتماعا خصصت 31 منها لمراقبة العمل الحكومي ومساءلة الوزراء ومسؤولي المؤسسات العمومية، وحرصت على ملاءمة طرق اشتغالها مع متطلبات الوقاية من الوباء، إذ تم الاعتماد أكثر على التكنولوجيات الحديثة ضمانا لمشاركة جميع أعضاء اللجان في هذه الأشغال، وتكريسا لانفتاح المجلس على الرأي العام. وأضاف أن اللجان النيابية الدائمة درست وصادقت خلال 22 اجتماعا على 21 مشروع قانون من مجموع 26 مشروع قانون، مبرزا أنه في الشق الرقابي، خصصت اللجان النيابية اجتماعاتها لدراسة 72 موضوعا وتقدم أعضاؤها باقتراحات بشأن القضايا التي كانت موضوع هذه الاجتماعات مع السلطة التنفيذية. وبخصوص استعمال أمثل لتكنولوجيا الإعلام والاتصال في الأشغال والتواصل، أوضح السيد المالكي، أن المجلس كثف خلال هذه الدورة التشريعية من تواصله مع المواطنات والمواطنين الذين ازداد اهتمامهم وتتبعهم لمداولات المجلس خلال فترة الجائحة، حيث شكلت وسائط الاتصال الجديدة بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي والبوابة الإلكترونية للمجلس أدوات أساسية لهذا التواصل، مشيرا إلى أن المجلس سخر الإمكانيات الضرورية لهذا الغرض بهدف تمكين أعضاء المجلس من المشاركة عن بعد في اجتماعات اللجان النيابية وباقي هيئات المجلس، وذلك على إثر قرار المجلس باتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية الضرورية في ظل تفشي وباء كوفيد 19. وسجل أن المجلس حرص على التأقلم بسرعة مع سياق الجائحة مستندا إلى مكتسباته في مجال التحول الرقمي والبرلمان الإلكتروني إذ اعتمد خطة تواصلية توخت تقريب العمل البرلماني من المواطنين وعكس انشغالاتهم في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، مشيرا إلى أن مختلف هيئات المجلس عقدت ما يزيد عن 100 اجتماع، تم خلالها تمكين النواب غير الحاضرين في عين المكان من المتابعة والمناقشة عبر تقنيات «التناظر عن بعد» بطريقة آمنة. وأضاف أن نسبة المنخرطين في قناة المجلس على اليوتوب ارتفعت بحوالي 300 في المائة بالمقارنة مع بداية شهر أبريل من السنة الجارية، وحظيت القناة بحوالي 500 ألف مشاهدة، شكلت فيها فئة الشباب من 18 إلى 34 سنة ما يزيد عن 52 في المائة من المشاهدين، سواء من داخل المغرب بنسبة 73 بالمائة، أو من الخارج من فرنسا وإسبانيا وباقي دول العالم. وأفاد بأنه على مستوى صفحة المجلس على (الفايسبوك)، تمت مشاهدة حوالي ثلاثة ملايين دقيقة من الفيديوهات المتعلقة بأشغال الجلسات العامة واللجان النيابية، وتضاعف عدد المنخرطين 3 مرات بالمقارنة مع الفترة السابقة ليصل إلى 75 ألف، كما عرفت بعض الجلسات التي تم بثها على الصفحة تتبعا كبيرا من طرف المواطنين تعدى 200 ألف مشاهدة. وأضاف المالكي أن عدد متتبعي حساب مجلس النواب على شبكة (تويتر)، ارتفع بحوالي 20 ألف ليصل إلى 117 ألف حاليا، كما سجل أكثر من 521 ألف تفاعل مع المحتويات المرتبطة بأنشطة المجلس، مؤكدا أن هذه الارقام تعكس أهمية المواضيع التي تناولها المجلس خلال فترة الحجر الصحي والتي كانت في قلب انشغالات المواطنين والإشكالات والصعوبات المرتبطة بالمرحلة، واقتراح الحلول والبدائل بما يعكس نضج الممارسة الديمقراطية الوطنية. وتابع أن رئاسة المجلس حرصت على التفاعل إيجابا مع المقترحات التي يتم التوصل بها عبر البوابة الإلكترونية من أجل تجويد مقترحات ومشاريع القوانين، والإنصات لانشغالات المواطنين، حيث يتم تجميع هذه المقترحات وتعميمها على رؤساء الفرق والمجموعة النيابية ورؤساء اللجان من أجل اتخاذ ما يرونه مناسبا في الموضوع. كما تم الحرص على المواكبة الإعلامية لمختلف أنشطة المجلس عبر إصدار بلاغات صحفية في الموضوع وتعميمها على وسائل الإعلام، وكذا نشر ملخصات حول أشغال اللجان على البوابة الإلكترونية للمجلس ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي. وخلص إلى أنه في سياق النقاش الدولي حول الجائحة وتداعياتها، كان للمجلس مساهمات متميزة في الفعاليات التي نظمتها المنظمات البرلمانية متعددة الأطراف، حيث حرص على إبراز وتثمين الممارسة المغربية في تدبير الجائحة.