قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، تشهد أسواق البوادي، وفرة من حيث عرض الأضاحي، فيما لم تتم بعد حل أبواب محلات بيع الاضاحي بالمدن، وهو الأمر الذي يجعل ساكنة المدن تطرح تساؤلات بخصوص ظروف مرور هذه المناسبة الدينية؛ وكيفية توفير الأضاحي لساكنة الحواضر". وقد أفرز غلق محلات المواشي بالمدن، لدى الكثير من المواطنين حالة من الترقب عما قد يصدر من قرار رسمي جديد، لكن البعض ذهب لإقتناء أضحية العيد من قريب لهم أو لدى معارفهم ممن يمتلك قطيعا للغنم يبيعه كل سنة للأقارب والمعارف في البوادي. وفي الوقت الذي يصر فيه البعض للمطالبة بتوفير أضحية العيد الأضحى، بالمدن، فإن آخرين متخوفون من عدم قدرتهم على شرائها، وفي كلتا الحالتين يتساءل المواطنون كيف سيكون مآل عيد الأضحى إذما تفجرت بؤر جديدة لفيروس كورونا وخصوصا وأن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أكد على عودة الحجر الصحي بالأحياء، في حالة تسجيل بؤر جديدة لوباء كورونا." ويمني المغاربة النفس بقضاء أجواء "العيد الكبير" بحميمياتها كالعادة؛ خصوصا بعد قرار الحكومة بالمرور للمرحلة الثالثة عبر مجموعة من الاجراءات تخفيف الحجر الصحي." هذا وقد أكد مدير مراقبة المنتجات الغذائية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، عبد الغني عزي، أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، من المتوقع أن يصل عدد رؤوس الأغنام والماعز المرقمة إلى 8 ملايين رأس. وأوضح عزي، في حديث لقناة "M24" التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية شرع منذ مطلع شهر يناير 2020، في تسجيل الضيعات المخصصة لتسمين الأضاحي، بالإضافة إلى ذلك يتوفر المكتب على "بنك معلوماتي" يتضمن تحيينا لجميع المعلومات المتعلقة بالفاعلين الذين يهتمون بتسمين أضاحي العيد. وأضاف المسؤول بأونسا، أن المكتب بدأ في 22 أبريل 2020، في عملية ترقيم الأغنام والماعز ب"حلقة العيد"، بحيث بلغ عدد الضيعات التي تهتم بتسمين أضاحي العيد 242 ألف ضيعة. أما بالنسبة لرؤوس الأغنام والماعز المرقمة، فقد بلغ عددها إلى حد الآن 7 ملايين و200 ألف رأس، ومع اقتراب العيد يمكن أن يصل هذا العدد إلى 8 ملايين رأس. وبخصوص تسويق الاضاحي وما تتميز به عمليات المراقبة، أشار عبد الغني عزي إلى أنه بالإضافة إلى عملية الترقيم، يقوم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بمجموعة من الإجراءات المتعلقة بالمراقبة، مبرزا أن هذه العملية تتم على مدار السنة. وخلال فترة عيد الأضحى، تتم مراقبة الأعلاف الموجهة لتغدية المواشي، ومصادرها عند الوحدات التي يجب أن تكون معتمدة من طرف المكتب وخاضعة لمراقبته. كما تتم مراقبة المواد الأولية المستعملة لتحضيرها وطريقة إنتاجها. وسجل أن عملية مراقبة الأعلاف تتواصل لدى الكسابة أثناء عملية التسويق وفي مراكز التخزين ونقط البيع من خلال تحليل عينات منها، مؤكدا على أنه في حال ثبوت وجود بعض المخالفات، يتم اتخاذ إجراءات زجرية لمواجهتها. ولفت المسؤول في أونسا أيضا إلى أنه يتعين على المستهلك أن يحرص عند اقتنائه لأضحية العيد، على أن تكون في صحة سليمة ولا تظهر عليها أعراض من قبيل الاحمرار الكثير على مستوى العينين، أو السخونة على مستوى الأذنين، أو الانتفاخ خصوصا في الجهة اليسرى للبطن أو على مستوى الأرجل الامامية، أو السيلان على مستوى الأنف أو المخرج. بالإضافة إلى ذلك، يشير عزي ، يتعين على المستهلك عند اقتناء أضحية العيد أن يتأكد من سلامة وأمان المكان الذي سيضعها فيه بالمنزل. كما يتعين مراعاة احترام الاجراءات الوقائية من انتشار فيروس كوفيد-19 بالنسبة للعائلات التي تحتفظ بأضاحيها في مكان واحد. أما في ما يتعلق بالشروط الصحية الواجب احترامها أثناء وبعد عملية الذبح، أبرز المسؤول في المكتب أنه يشترط أن يكون الشخص الذي سيتكلف بذبح وسلخ الأضحية طاهر البدن واللباس. كما يجب أن يلتزم بالشروط الصحية لتفادي انتشار (كوفيد- 19) بما في ذلك ارتداء الكمامة والتوفر على معقم كحولي. كما يجب تطهير المعدات والأواني المستعملة في هذه العملية. من المطلوب أيضا أن يتم الشروع في عملية السلخ بطريقة سريعة ومباشرة بعد الذبح. كما يجب الانتباه للون "السقيطة"، فإذا كان ورديا مفتوحا أو داكنا، فهو اللون الطبيعي. أما إذا كان لونها أحمر داكنا أو به اصفرار فيجب على صاحب الأضحية عند ذلك إخطار المصالح البيطرية المداومة أثناء فترة العيد. وبخصوص الإجراء الذي على المستهلك القيام به في حالة عدم توفر الاضحية على الشروط الصحية، أكد المسؤول على أن المكتب يتوفر على "بنك معلوماتي" يتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالكسابة الذين يتم ترقيم قطعانهم. ويمنح المكتب لكل كساب كتيبا يدون عليه المعلومات وأرقام الأضاحي التي يبيعها لطرف آخر بما يمكن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من معرفة الكساب الأصلي. وشدد عزي، على أن المستهلك مدعو لأن يقتني أضحية لديها "تعريف" يتمثل في "حلقة العيد"، وهي عبارة عن حلقة بلاستيكية صفراء تحمل رقما تسلسليا فريدا به مجسد رأس كبش وفيها عبارة (عيد الأضحى) ونجمة خماسية ترمز للعلم الوطني. "حلقة العيد" هذه هي حلقة التواصل ما بين الكساب والمستهلك ومصالح (أونسا).