فبراير أعلنت بلدية حيفا داخل أراضي 48 أمس، أن لجنة التسميات التابعة لها أقرت في جلستها الأخيرة إطلاق اسم «أم كلثوم» على أحد شوارع المدينة وتحديدا في البلدة القديمة قريبا من المواقع التي كانت فيها قاعات وصالات استقبلت سيدة الغناء العربي في ثلاثينيات القرن الماضي. جاء ذلك بطلب من ناخبين عرب، حيث أثارت هذه الخطوة غضب قطاع من اليمين الاسرائيلي المتطرف في المدينة ومن خارجها، باعتبارها خطوة تعزيز لمكانة «العدو» في الوقت الذي تنتظر فيه عشرات بل مئات الأسماء اليهودية والصهيونية دورها لتخلّد على لوحات شوارع وطرقات وأزقة ومؤسسات في حيفا وسواها من المدن والبلدات. ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن المؤرخ جوني منصور ابن مدينة حيفا، تأكيده أن الخطوة بحد ذاتها إيجابية وتعكس نوعا من الانفتاح على احتياجات المجتمع العربي الفلسطيني في حيفا وغيرها من المدن المشتركة. وأبرز المتحدث للصحيفة أن أم كلثوم "زارت فلسطين ثلاث مرات، حيث أحيت حفلات لها في حيفا ويافا والقدس جذبت إليها آلاف المغرمين والعاشقين لفنها الراقي". وذكر المؤرخ أن الزيارة الأولى تمت عام 1929، والثانية في عام 1931 بعد جولة غنائية في لبنان وسوريا، أما الثالثة فتمت في عام 1935، لافتا لبعض الإعلانات في الصحف الفلسطينية قبل النكبة عن حفلاتها. كما أشار جوني منصور إلى أن أم كلثوم عرضت أفلامها الستة في صالات العروض في المدن الفلسطينية المختلفة، وأبرزها في سينما الحمرا في يافا. وقال الخبير بالتاريخ الفلسطيني الحديث إن أم كلثوم حملت الهم المصري والعربي والفلسطيني في عدد من أغانيها وأناشيدها، ومن أبرزها نشيد: «والله زمن يا سلاحي»، الذي كتبه الشاعر والفنان صلاح جاهين ولحنه كمال الطويل واعتمدته مصر نشيدها الوطني بين 1961 و1971 إلى أن ألغاه الرئيس السادات كجزء من عملية تشويه وإلغاء تراث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ويتابع «كذلك اعتمده العراق نشيدا وطنيا حتى عام 1981». وغنت أم كلثوم الأغنية الخاصة ب فلسطين «أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم» من كلمات نزار قباني والحان محمد عبد الوهاب، وغيرها من الأغاني التي لا يزال صداها مسموعا إلى أيامنا هذه. يشار إلى أن أم كلثوم دأبت على زيارة فلسطين قبل نكبتها، وأحيت حفلات في مدنها ومنها حيفا، وقد قدِمت بلقب «بلبلة الشرق» لتعود منها بلقب جديد «كوكب الشرق».