تأكيدا على تجاوز التوترات بين الحزبين التي شدد عليها كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي خلال اجتماع جمعهم الأحد، قالت البرلمانية عن حزب "البيجيدي" أمينة ماء العينين، "يحب على قيادة حزب العدالة والتنمية أن تتواصل بطريقة أفضل بخصوص علاقة الحزب بالأصالة والمعاصرة". وكشفت ماء العينين أنه "سيكون من السطحية بناء افتراضات أو تحليلات بناء على زيارة مجاملة عادية قام بها وهبي لمقر الحزب بالضبط كما فعل مع باقي الأحزاب من الأغلبية الحكومية ومن المعارضة"، مضيفة "ولا أتصور شخصيا أن يرفض حزب العدالة والتنمية دعوة اللقاء به". وتابعت ماء العينين في تدوينتة عبر صفحتها بموقع "فيسبوك": "غير أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر ولدت اختلافا في التقديرات ووجهات النظر، وقد بدا ارتباك خطاب حزب العدالة والتنمية واضحا خلال بناء تحالف مجلس جهة طنجةتطوان، ومنذ ذلك الاختلاف تم اغلاق الملف او بالأحرى تأجيله كما يتم تأجيل نقاشات كثيرة تحت ضغط اليومي". في الجهة المقابلة تقول المتحدثة، "لا يبدو خطاب الأصالة والمعاصرة أقل ارتباكا رغم جهود أمينه العام الجديد في ترويج صورة الحزب الذي يغير جلده". وقالت ماء العينين "أتبنى منظورا نسبيا في السياسة، وأعتبر أن الأحزاب كبنيات سياسية يمكن أن تخضع لتغييرات وتحولات مختلفة، غير أني لا أقدر كثيرا تلك التحولات التي لا تفرزها النقاشات النظرية والسياسية الكبيرة، كما أنظر بغير قليل من التوجس للمبادرات السياسية التي تفرزها ممارسة طارئة مبتورة ومفصولة عن العمق النظري الذي يكشفه النقاش السياسي سواء أكان هادئا أو صاخبا". وسجلت أن "البيجيدي والبام قدما نفسيهما كخصمين بلغ خلافهما السياسي درجة العداء، وأعلن كل منهما أن ساحة الفعل السياسي لا يمكن أن تسعه مع خصمه، هكذا تم تأثيث النقاش السياسي مع عبد الإله بنكيران وإلياس العمري في المرحلة السابقة". وأردفت "اليوم تغيرت أشياء كثيرة… نعم، لكن الإشكال الأكبر أن لا أحد يتحدث عما تغير وعما ظل ثابتا، علما أن التغير لحق البنيتين معا، طبعا مع مراعاة الفوارق الكبيرة والجوهرية بين الحزبين". وأشارت ماء العينين إلى أن "تناول علاقة البيجيدي والبام الحالية والمستقبلية لا يتم من مدخل السطحية والسهولة والقطعيات الاختزالية، الموضوع يحتاج إلى نقاش يجب أن يفتحه حزب العدالة والتنمية الذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى لمساءلة اختياراته السياسية وطبيعة تحالفاته في المرحلة المقبلة، وهو أمر لا يمكن إلا أن يكون إيجابيا". وخلصت ماء العينين في تدوينتها قائلة، "مهما ارتكن السياسيون للصمت، ومهما استمرؤوا سهولته وشعور الأمان الذي يخلفه، فلابد لهم أن يتكلموا، لأن السياسة كانت في البدء كلمة وفكرة، أما حينما يصمت السياسييون فيجب أن يعلنوا تحولهم إلى تقنوقراط جديد بألوان حزبية لا يريدها الناس ألوانا باهتة".