اعتبر الدكتور محمد أمين برحو، المختص في علم الأوبئة، أن قرار رفع الحجر الصحي ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار أثر أي تمديد مثل هذا الإجراء على الحالة الصحية للسكان. وقال برحو، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة شروع المغرب في تنزيل مسلسل للتخفيف التدريجي للحجر الصحي، إن » تفكيرا يأخذ بعين الاعتبار تحقيق التوازن بين المكاسب والمخاطر من شأنه المساعدة على اتخاذ قرار أفضل « . ويرى أستاذ التعليم العالي في علم الأوبئة السريري بكلية الطب بفاس، أن الخروج من الحجر الصحي ينبغي أن يندرج ضمن استراتيجية للتحكم في الوباء، مشددا على أنه من الضروري الحد من ظهور الإصابات والبؤر الجديدة، وتجنب انتشار الفيروس في المناطق ذات الحالات المتفرقة و / أو البؤر الصغيرة، وتفادي إعادة بروز الفيروس بالجهات التي لا يتواجد فيها. وفي معرض جوابه على سؤال عن الشروط التي يتعين استيفاؤها في عملية رفع الحجر الصحي، لفت السيد برحو إلى ضرورة التحقق من المعايير الوبائية وتوفير الرعاية الصحية من أجل التخفيف التدريجي والجزئي لتدابير الحجر الصحي، مع الحفاظ على مستوى منخفض من انتقال الفيروس. وفي هذا السياق، وبعد أن تطرق للشروط المعتمدة للتمييز بين منطقتين عندما يتعلق الأمر بتخفيف تدابير الحجر الصحي، سلط الخبير الضوء على قدرة المنظومة الصحية على التعامل مع موجة جديدة محتملة من الوباء والاستجابة للحاجيات المرتبطة بتداعيات الحجر الصحي. وسجل أنه » ينبغي أن يتسم نظام تشخيص الحالات والتكفل بها بالسرعة، مع تحقيق الفعالية على مستوى تتبع المخالطين. كما ينبغي أن تكون منظومتنا قادرة على عزل مرضى فيروس (كوفيد-19) عن المخالطين الأكثر عرضة للخطر ». كما سلط الضوء على قدرة نظام الرصد الوبائي على تتبع المنحنيات ورصد عودة الوباء، وكذا التوفر على مخزون كاف من معدات الحماية الفردية والجماعية، بالإضافة وجود آلية للحكامة تشرف على رفع الحجر الصحي. وعند تطرقه للمعايير الوبائية، أشار البروفيسور برحو، بالخصوص، إلى معدل التكاثر المرجعي والأساسي وانتشار المرض والحالات النشطة. وفي ما يتعلق بمعدل التكاثر أو الانتشار، فقد شدد على أنه من المهم تقييم الوضع تجاه الوباء: عندما يكون أكبر من 1، نكون في وضعية وباء. ولدى رده على سؤال عن كيفية تجنب الزيادة في معدل التكاثر، أبرز الدكتور برحو أن تخفيف تدابير الحجر الصحي يعني المزيد من الحركة والكثافة والاتصال، « مما قد يؤدي إلى زيادة في عدد الحالات المسجلة »، وهو ما يحتم، بحسبه، » إرساء رفع تدريجي ومتحكم فيه للحجر الصحي لتجنب موجة جديدة والقدرة على اكتشافها في وقت جد مبكر « . وفي هذا السياق، تطرق للمخاوف من عودة ظهور الوباء، قائلا إن أي استمرار أو استئناف للنشاط في قطاع ما يعرضه لخطر انتشار المرض، وهو ما يتطلب ، حسب قوله، » السيطرة عليه لتجنب ظهور حالات جديدة « .