يستمر الملك محمد السادس في اتخاذ مبادرات مواطنة سواء تجاه شعبه أو دول الجوار، مبادرات استعجالية وأخرى استشرافية، لمواجهة آثار جائحة فيروس كورونا المستجد. الملك محمد السادس، أجرى الاثنين 13 أبريل الجاري، اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس جمهورية كوت ديفوار وجمهورية السنغال، حيث اقترح عليهم الملك إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة. في هذا السياق، قال المحلل السياسي نوفل البعمري في تصريح ل »فبراير » إن « الخطوة الملكية التي اتجهت نحو تقديم الدعم لدولة مالي في مواجهتها لجائحة فيروس كورونا، ثم هذه الخطوة المتعلقة بإطلاق مباردات متعددة تجاه عدة دول إفريقية من أجل إطلاق مبادرة إفريقية موحدة لرؤساء الدول الإفريقية لتدبير جماعي للجائحة، توضح أولا أن المغرب يتجه نحو تكثيف جهوده جنوبا من أجل بناء تكتل افريقي لتوحيد الجهود وتنسيقها لمواجهة كورونا ». وأضاف المحلل السياسي، أن « الإجراءات المتخدة سيكون لها أثر على الاقتصاد الإفريقي على اعتبار أن عملية الإنتاج قد تعطلت طيلة مدة الحجر بسبب إيقاف النشاط الاقتصادي بكل دول العالم من بينها الإفريقية، وهو ما سينعكس سلبا على شعوب افريقيا، لذلك فالتفكير لتدبير الجائحة لم ينصب على محاربتها فقط بل على مواجهة الآثار الناجمة عنها خاصة اقتصاديا واجتماعيا ». كما أكد البعمري، أن « العالم قبل كورونا لن يكون هو ما بعدها، إفريقيا كذلك عليها أن تستعد لمرحلة ما بعد كورونا من خلال التفكير في كيفية إعادة بناء افريقيا قوية لمواجهة التحديات المستقبلية جنوب-جنوب وهي تحديات لا يمكن مواجهتها إلا ببناء تكتل افريقي جديد يراعي مختلف الآثار الاقتصادية الثقافية والإجتماعية لكورونا. لذلك فالمبادرة الملكية قد تكون مؤطرة بهذه الرؤى لتدبير الجائحة وما بعدها ».