أبانت حالة الطوارئ الصحية التي أعلن عنها المغرب في 20 مارس الجاري، عن المعدن الحقيقي للشعب المغربي، فبالإضافة إلى روح المسؤولية والانضباط، أبان الشعب المغربي عن وعيه الجمعي بضرورة التآزر والتعاون من أجل تجاوز أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم بأكمله. مباشرة بعد دخول جل المغاربة تحت الحجر الصحي، قام مجموعة من الشباب المغربي بتقديم مساعدات مادية ومعنوية، للأسر المعوزة من قبيل تقديم قفف للمساعدة، أو تقديم مواد التعقيم للوقاية من فيروس كورونا. وفي سياق هذه المبادرات، قال الناشط الجمعوي بمدينة وجدة، جواد التلمساني، إن « مبادرة الشباب الآن، هي مبادرة أطلقت من طرف بعض شباب المدينة في ظل الأزمة التي تعرفها بلادنا مع انتشار وباء "كورونا"، وقد تم الاشتغال في البداية على حملة التوعية والتحسيس بخطورة انتشار الوباء، وبسبل الوقاية منه وبذلك كانت أول مبادرة بتثبيت مجموعة من حاويات الماء والمنظفات والمعقمات، لتحسيس المواطنين/ت بأهمية غسل اليدين كسبيل للوقاية من الوباء ». وأضاف التلمساني في تصريح ل »فبراير »، أنه « مع الإعلان على مجموعة من التدابير الاحترازية من طرف الدولة، ومنها الحجر الصحي الذي صاحبه إغلاق العديد من المحلات كالمقاهي والمطاعم، وتعطيل مجموعة من الأنشطة الاقتصادية التي كانت تشكل موردا معيشيا لمجموعة من المواطنين/ت، ومع غياب بدائل اجتماعية من طرف الدولة لحدود الآن، فكرنا في كيفية التنفيس عن المتضررين من تعطيل هاته الأعمال ». وأشار التلمساني إلى أن « الافراد الذين فقدوا عملهم أصبحوا بدون أي مورد رزق مثل: المياومين، منظفات البيوت، بائعو السجائر، مستخدمو المقاهي والمطاعم وغيرهم، فأطلقنا حملة "بقا فدارك وحس بغيرك" بهدف دعم مجموع الأسر المعوزة والمنصورة من وضعية الحجر الصحي بمجموعة من المواد الغذائية الرئيسية، حسب الموارد والإمكانات المتاحة لدينا، والتي نرتكز فيها على التضامن والدعم المباشر من مجموعة من الأمر والموظفين، وبفضل هاته المبادرة استطعنا الوصول إلى دعم أكثر من 40 أسرة لحدود الآن، ولازالت العملية مستمرة ».