قال خبير العلاقات الدولية المغربي، سعيد الصديقي، إن الأتراك حلفاء للمغرب وليسوا خصومه، لافتا إلى أن الإرث العثماني حاضر في علاقات تركيا مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضاف الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس في مقال له الجمعة: « اتسمت العلاقات بين المغرب وتركيا منذ زمن العثمانيين دائما بالتعاون أكثر من الصراع أو التنافس، وقد بقي المغرب خارج فضاء الحكم العثماني؛ مما جعل علاقاتهما تقوم على المساواة والندية ». وتابع في مقاله المنشور في موقع « بناصا » : « يظل الإرث العثماني حاضرا في علاقات تركيا مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لذلك نجد سياستها الخارجية تختلف من دولة إلى أخرى حسب طبيعة علاقاتها التاريخية ». وأضاف: « تتعامل تركيا مع الدول المغاربية الأخرى باستحضار الإرث العثماني وكأن لها مسؤولية معينة تجاه هذه الدول، وهذا العامل سيكون له تأثير مهم على طبيعة العلاقات السياسية المستقبلية بين المغرب وتركيا؛ لذلك من المرجح أن يكون « الأتراك حلفاء المغرب وليس خصومه ». وعلى المستوى الاقتصادي، أكد الصديقي أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والمغرب « نما بشكل ملحوظ منذ دخول اتفاقية التبادل الحر حيز التنفيذ سنة 2006؛ فقد كان يبلغ في تلك السنة 688 مليون دولار، ليصل إلى 2.8 مليار دولار سنة 2018 ». وأوضح أن المنطقة المغاربية في الاستراتيجية التركية الجديدة تعتبر هدفا ووسيلة في الآن ذاته؛ فهي هدف للتجارة والاستثمار، لما تمثله من سوق ضخم بحوالي 100 مليون مستهلك، وهي أيضا وسيلة؛ لأنها البوابة الجيوستراتيجية نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وحسب الصديقي، فإن « تركيا اعتمدت في البداية على آليتين أساسيتين للعودة إلى المنطقة المغاربية، الأولى العامل الاقتصادي (التجارة والاستثمار)، وثانيا، القوة الناعمة (المسلسلات والأفلام والفضائيات، والتبادل الثقافي، واستقطاب الطلاب، وإشعاع النموذج التركي…)، من خلال توظيف الروابط الثقافية والدينية والتاريخية لتحسين صورتها في الخارج، وخاصة في العالم الإسلامي ». وأبرز الخبير المغربي أن « الخوف من تغير الهندسة الإقليمية في شرق المتوسط هو دافع مباشر لتعزيز تركيا لحضورها في ليبيا، والسعي لتقوية علاقاتها مع كل من الجزائر وتونس ».