تتسارع الأخبار حول انتشار فيروس كورونا كما تتسارع عدد الإصابات به عبر عدد من الدول، بعد تسلله من البؤرة التي ظهر فيها أول مرة بمدينة ووهان الصينية إلى دول في آسيا وأوروبا وافريقيا، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية دولية. تسبب انتشار الفيروس بخسائر اقتصادية فادحة، خاصة بالنسبة للصين، باعتبارها أول اقتصاد عالمي، وأيضا الدولة التي اعتبرت بؤرة كورونا، الذي أضحى عابرا للحدود في الوقت الذي لم يتم الكشف عن أسبابه الحقيقة ولا عن علاج يفتك به. وجدت الصين اليوم نفسها في معزل عن العالم، بعدما أغلقت دولا عدة المعاملات التجارية والاقتصادية معها، خاصة توقيف الرحلات الجوية من وإلى مدنها، في تدبير احترازي وقائي لضبط الفيروس ومنعه من الزحف. المغرب وجد نفسه أيضا في مواجهة مباشرة مع هذا الفيروس الغريب، حيث سجل إصابتين مؤكدتين لمغربيين قادمين من الديار الإيطالية التي سجلت بدورها 107 إصابة إلى حدود أمس، واتخذت إجراءات إغلاق المدارس مدة 10 أيام، وإلغاء التظاهرات الكبرى. من جانبه أعلن المغرب في اليومين الأخيرين إلغاء كل التظاهرات والأنشطة التي كانت مقررة في مختلف المجالات الثقافية والفنية، كما أعلنت عن إلغاء المباريات الرياضية مع الاحتفاظ ببعضها بشرط أن تُلعب دون حضور جماهيري. إلغاء أغلب التظاهرات الكبرى، وتوقيف عدد من القطاعات، في مقدمتها النقل السياحي بالمملكة، مع احتمال تقييد المبادلات التجارية، يهدد المغرب بأزمة اقتصادية خانقة، قد تلقي بظلالها على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة وأن المغرب يستورد كمية كبيرة من المواد الأولية التي يقبل عليها المغاربة من الخارج. كورونا.. « تهديد بارتفاع المواد الأولية وتأثير على القدرة الشرائية للمواطنين » أكد إبراهيم دينار مدير مختبر البحث في الاقتصاد والعمل العمومي بكلية الحقوق، جامعة الحسن الأول بسطات، « أن تأثير الفيروس سيمتد إلى أسعار المواد الأولية، عبر تقليص الطلب على البضائع الدولية، مما سيرفع ثمن المواد الأولية الوطنية وبالتالي التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين. وأضاف دينار في حوار مع « فبراير »، « أنه من المتوقع أن يؤثر فيروس كورونا على الواردات المغربية، القادمة من الشركاء الكلاسيكيين، خاصة مع الصين، لأنها منتج الشاي وحصة المغرب من شاي الصين تبلغ حوالي 70 ألف طن سنويا »، فتجارة الشاي يؤكد دينار « في خطر مع الموزعين الصينيين ». وأشار دينار إلى « أنه في ما يخص الصادرات، يعتزم المغرب تصدير الكمامات الطبية بالتزامن مع ارتفاع الطلب المحلي على هذه الكمامات وسط مخاوف من ظهور حالات جديدة من فيروس كورونا الذي سجل إصابتين مؤكدتين لحدود اليوم بالدار البيضاء و50 حالة محتملة ». الفيروس يهدد قطاعات حيوية بالمغرب في هذا السياق، قال إبراهيم دينار، إن تزايد انتشار فيروس « كورونا سيؤثر على عدة قطاعات محورية، خاصة المنتجات الأساسية بالبلاد كالشاي الصيني فيما يخص الواردات، والكمامات بالنسبة للصادرات. وأردف المتحدث نفسه، أنه يمكن أن نشهد « تراجع قطاع الأسواق المالية بالمغرب، وهناك تداعيات بالأوساط المغربية بسبب الفيروس، حيث تم الإعلان عن إلغاء الأحداث والفعاليات الرياضية والعلمية بالمملكة، والحد من النشاط التجاري والسفر للخارج، وهو الشيء الذي قد يعرض قطاع السياحة لخسائر مهولة جدا ». توقف النقل السياحي بمدن المملكة صرح توفيق حلمي رئيس جمعية النقل السياحي بالدار البيضاء، ل « فبراير « ، أن فيروس كورونا ضرب بشكل مباشر قطاع السياحة، مما جعلهم يدقون ناقوس الخطر. وقال حلمي، إن الجمعية راسلت كل الوزارات الوصية والمؤسسات البنكية لكي تدعم استثماراتهم في قطاع النقل السياحي تحسبا لأي انهيار، داعيا الأبناك إلى تفعيل خطاب الملك لدعم المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا. يشار إلى أن عمال النقل السياحي بالدار البيضاء، خرجوا في وقفة احتجاجية الخميس 5 مارس 2020، بعد توقف حركة النقل السياحي جراء انتشار الخوف من فيروس كورونا، للتعبير عن مدى تعرضهم للتهديد بالإفلاس. تقييم الفيروس على الاقتصاد الوطني قال الخبير الاقتصادي، إبراهيم دينار، « لكي نكون منصفين ليس من الممكن بعد إجراء تقييم والتوصل إلى توقيع جاد وحقيقي حول أثر كورونا على الاقتصاد المحلي المغربي حاليا »، مضيفا « المخاطر الأولية التي يشكلها الوباء تحققت جزئيا بالفعل، ومن المرتقب أن يتم إلغاء التداولات مع العملاء الأجانب، خصوصا الأصدقاء الصينين والأوروبيين ». محليا يضيف دينار « قد يتم إلغاء الأسفار الخارجية مما ينعكس سلبا على السياحة، ومنع التجمعات الدولية العلمية في الجامعات المغربية »، كما أكد على تأثر المستثمر المغربي سيكولوجيا في تداولاته المصرفية. كورونا سبب الأزمة الاقتصادية العالمية المقبلة الأزمة الاقتصادية العالمية القادمة، يقول إبراهيم دينار مدير مختبر البحث في الاقتصاد والعمل العمومي بكلية الحقوق سطات، « قد تكون بسبب فيروس كورونا الجديد، لأن الصين حاملة الفيروس الأول عالميا في الإصابات هي نفسها الاقتصاد الأول عالميا ». وأردف المتحدث، أن مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعت لتخسر 2 بالمائة في 2 يناير، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية ب 1.5 بالمائة. إضافة إلى تراجع مؤشر نيكاي الياباني الذي سجل أكبر خسارة في خمسة أشهر منخفضا بأكثر من 2 بالمائة، وتراجع سوق النفط في ظل الخوف من أن يتسبب الفيروس في تراجع الطلب على النفط خاصة من الصين لاعتبار أنها أكبر مستهلك للطاقة في العالم ».