كشف تونسيون عالقون حاليا في مدينة ووهان وبعض المدن الصينية الأخرى عن الوضع الذي يعيشونه في ظل انتشار فيروس كورونا، فيما اعتبر بعضهم أن الإجراءات التي تتخذها السلطات في مطار تونسقرطاج غير كافية للحد من انتشار هذا الفيروس الذي يجتاح الصين، ووصل أيضا إلى دول أخرى في العالم. وناشد الطالب سيف الدين حاج عثمان، وهو عالق حاليا في مدينة ووهان، البؤرة الرئيسية لفيروس كورونا، السلطات التونسية بإخراجه من هذه المدينة، التي تحولت إلى مدينة أشباح، في ظل حظر الدخول إليها، فضلا عن نقص الطعام في المدينة الجامعية التي يقيم فيها حاليا. وأضاف على حسابه في موقع فيسبوك: "نحن محتجزون هنا منذ خمسة أيام ولا أستطيع الخروج حاليا لأن الوضع في الخارج مخيف. السفارة التونسية على اتصال دائم بنا وهم يعملون مع الحكومة الصينية على إخراجنا، لكن المشكلة أن مدينة ووهان تم وضعها تحت الحظر في الصين ولذلك لا يمكن الدخول إليها. الدراسة متوقفة الآن والطعام بدأ بالنفاد لدي. أرجو من السلطات التونسية أن تعمل على إخراجنا ونحن مستعدون للخضوع لحظر صحي في تونس في ظل ظروف أفضل من التي نعيشها. ووهان والمدن المجاورة لها مغلقة حاليا، والأزمة قد تكبر كثيرا وعندها سيصبح جميع التونسيين في الصين بخطر". فيما تداولت مواقع وصفحات اجتماعية فيديو لشاب تونسي، لم تحدد هويته، حذر فيه من خطورة فيروس كورونا، الذي قال إنه يجتاح أغلب المدن الصينية، مشيرا إلى أنه يقيم في مدينة تبعد عن مدينة ووهان أكثر من 600 كلم، ولكن تم تسجيل 128 حالة لمرضى مصابين بالفيروس (وفق المصادر الرسمية)، مشيرا إلى أن السلطات الصينية تحاول التكتم عن مدى انتشار كورونا في البلاد. وانتقد الشاب التونسي الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية في مطار تونسقرطاج، والتي تتعلق بوضع كاميرات لقياس درجة حرارة الأشخاص القادمين من الصين، مشيرا إلى أنها غير كافية للحد من هذا الفيروس، الذي ينتقل بشكل كبير بين الأشخاص، ويتضمن فترة حضانة تصل لعدة أيام، يصعب خلالها اكتشافه، داعيا السلطات التونسية إلى تعيين فرق خاصة للكشف عن المرضى داخل الطيارات قبل دخول المطار، فضلا عن اتخاذ إجراء الحماية المتعلقة بأقنعة الوجه وغيرها. كما وصف الوضع في الشارع الصيني، مشيرا إلى أنه شاهد أشخاصا "يتساقطون كالذباب. والأطباء يعملون 24 ساعة للقضاء على هذا المرض. والوضع في ووهان التي تضم 11 مواطنا تونسيا، كارثي. كما يمكن أن يصلنا المرض من دول أوروبية كفرنسا وهي من أكثر الدول التي يقصدها التونسيون، كما تستقبل تونس يوميا عشرات الفرنسيين". وكانت وزارة الصحة التونسية نفت شائعات تحدثت عن اكتشاف سلطات مطار قرطاج إصابة شخصين بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنها اتخذت إجراءات عاجلة داخل المطارات والمعابر الحدودية لمنع وصول الفيروس إلى البلاد.