سبق الأمير هاري مبررات عدة لقراره التخلي وزوجته ميغان عن مهامهما في العائلة البريطانية الملكية، من بينها وسائل الإعلام وخصوصا صائدو صور المشاهير الذين يسعى عبر انتقاله للعيش في كندا إلى الابتعاد قدر المستطاع عن عدسات كاميراتهم. فمنذ صدمة وفاة والدته الأميرة ديانا في حادث سير في باريس إثر مطاردتها من جانب صائدي الصور (باباراتزي)، كان هاري يتطلع بلا شك للانتقال مع عائلته إلى كندا لاستعادة السيطرة على حياته في وجه من يصفهم ب »فوج الكلاب ». غير أن نقل مقر الإقامة يبدو أنه أحدث مفاعيل عكسية. ويتدافع صحافيون من أستراليا والولايات المتحدة وحتى اليابان إلى جزيرة فانكوفر بحثا عن الثنائي الملكي. وقد انتشرت سريعا صور لزوجته ميغان ماركل حاملة ابنهما آرتشي البالغ ثمانية أشهر وهي تنزه كلبين. وسرعان ما لوح دوق ودوقة ساسبكس برفع دعاوى قضائية بعد نشر هذه الصور. كما أن الصحف الصفراء تثير غضبا لدى سكان المنطقة التي يقيم فيها الثنائي الملكي إذ يحاول هؤلاء التصدي لحالات التطفل على الحياة الخاصة للجيران الجدد. وتؤكد كاثرين ساندبرغ المقيمة في منطقة نورث سانيتش الساحلية الصغيرة التي انتقل إليها هاري وميغن « المكان وادع هنا. لا نريد أن يتغير ذلك ». وصوّرت قناة تلفزيونية محلية مشادة بين سكان محليين والمصور ديريك شوك الذي كان يحاول اقتناص بعض الصور للممثلة الأميركية السابقة. ميغان وتوجه هؤلاء إليه قائلين « هل تظن أن شخصا مثلك يسدي أي خدمة لمجتمعنا؟" ويرد المصور المقيم منذ 11 يوما في المنطقة "هم لا يفهمون ان هذه القصة لها صدى عالمي"، معربا عن انطباعه بأن ماركل لم تظهر تمنعا كبيرا عن الظهور في عدسات المصوّرين. ويقول "لو أرادت ذلك كان يمكنها أن تحني رأسها. لكنها بقيت في وضع مستقيم وكانت مبتسمة ومتيقنة من أنها في مرمى المصورين". أميليا برايس مراسلة قناة « تشانل 7 » الأسترالية في أميركا الشمالية معتادة على تغطية أخبار المنطقة من لوس أنجليس، لكنها انتقلت مساء الاثنين إلى جزيرة فانكوفر. وهي تقول لوكالة فرانس برس من أمام منزل الثنائي الملكي حيث أدلت برسالة مباشرة "العائلة الملكية تثير اهتماما هائلا في أستراليا. هي دائما من أهم العناوين الإخبارية لدينا ». وتضيف « في أيامهما الأولى هنا، أظن أنه كان متوقعا أن يهتم العالم بمعرفة تفاصيل عن الحياة الجديدة » لهاري وميغان. وتوضح برايس « مع الأسف، ابتعادهما عن الملكية البريطانية لا يعني غيابهما عن المشهد ». وكان مصوّر مستقل يتربص في الموقع بانتظار مرور هاري وميغن على الطريق الرئيسية المؤدية لدارتهما، وهي مهمة « معقدة » نظرا لكونهما يتنقلان « في سيارات عدة ». ويقول المصور إنه لا يبالي بالتهديدات التي وجهها الثنائي بإطلاق ملاحقات قضائية بحق المصورين المتطفلين على حياتهما الخاصة، مشيرا إلى أن القوانين الكندية في شأن وسائل الإعلام أكثر مرونة من تلك المطبقة في بريطانيا أو باقي أنحاء العالم. ويشير كريستيان لوبلان المحامي المتخصص في القانون الإعلامي إلى أن المحاكم الكندية أقل ميلا للنظر في مثل هذه القضايا مقارنة مع نظيراتها في أوروبا. ويوضح أنه بالنظر إلى شهرة هاري وميغان، « سيكون من السهل عليهما، أقله في البداية، التصدي لكل مساس بحياتهما الخاصة إذا ما كانا في مساحة عامة ».