قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، إن السلطات فتحت تحقيقا في كيفية فرار المدير التنفيذي السابق لشركة « نيسان » كارلوس غصن من البلاد إلى لبنان. وذكرت الهيئة أيضا عبر موقعها الإلكتروني أن وزارة النقل اليابانية قالت إن طائرة خاصة غادرت مطار كانساي الدولي ليل يوم الأحد متجهة إلى أسطنبول بتركيا. ولكن الوزارة تقول إنها لا تعلم إن كان للطائرة أي صلة بغصن. وقال مسؤولو الطيران في اليابان إن جميع مسافري الطائرات الخاصة يجب أن يخضعوا لتدقيق جوازات سفرهم وتفتيش أمتعتهم المحمولة لدى مغادرتهم المطارات في اليابان، ولكنهم أضافوا أنهم لا يقومون بعمليات التفتيش بالأشعة السينية إلا عند الضرورة فقط. وذكرت صحيفة « وول ستريت جورنال » إن هروبه من اليابان جاء بعد أسابيع من التخطيط من قبل شركاء. ونقلت الصحيفة قول أشخاص قريبين من القضية إنه تم تشكيل فريق للتدبير لعملية هربه ونفذوا الخطة نهاية الأسبوع الماضي. وكتبت الصحيفة أن غصن هُرِّب من مقر إقامته في طوكيو المراقب من قبل المحكمة إلى طائرة خاصة نقلته إلى تركيا ثم واصل رحلته إلى لبنان. وتفيد مصادر الصحيفة أنه التقى زوجته كارول هناك التي لعبت دورا كبيرا في عملية تهريبه. وفي رسالة نصية إلى صحيفة « وول ستريت جورنال »، وصفت السيدة غصن لم شملها مع زوجها بأنه « أفضل هدية في حياتي ». وتقول مصادر لموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني، إن وكالة خدمات الهجرة اليابانية أفادت بأنه لا يوجد في سجلاتها ما يدل على مغادرة غصن للبلاد. وتحدثت الصحيفة وتقارير إعلامية أخرى أن غصن وصل إلى لبنان عبر تركيا مستندة في ذلك على بيانات موقع « فلايت رادار 24 » والتي يظهر فيها مغادرة طائرة خاصة من أوساكا باليابان إلى إسطنبول في تركيا وأخرى غادرت صوب لبنان في المدة الزمنية ذاتها التي قيل إن غصن وصل فيها إلى لبنان. وفي التاسع عشر من نونبر 2018، ألقي القبض على غصن في العاصمة اليابانية بعدما وصل من بيروت بطائرة خاصة، واستمر حبسه لمدة أربعة أشهر حتى أقرت المحكمة في أبريل من العام الماضي الإفراج عنه بكفالة، وظل يعيش في طوكيو منذ ذلك الحين. وأمرت المحكمة –كشرط لإطلاق سراحه- بتجنب الاتصال بزوجته، وسمحت بإجراء مكالمة فيديو مدتها ساعة واحدة فقط في نوفمبر، بعد موافقة المحكمة على قائمة بالموضوعات التي سيتم النقاش فيها. وكان سبب إلقاء القبض على « غصن » الذي كان يعتبر أحد أنجح المديرين التنفيذيين في مجال صناعة السيارات في العالم، تشمل تزييف بيانات مالية عن طريق تقليل دخله بأكثر من 80 مليون دولار، وإساءة استخدام أصول الشركة لتحقيق مكاسب خاصة. ظل غصن البالغ 65 عاما، ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه منذ القبض عليه، زاعمًا أن الأمر بمنزلة مؤامرة ضده من قبل مسؤولي صانعة السيارات اليابانية « نيسان »، كما قال إن السلطات في اليابان تعاملت معه بطريقة غير إنسانية. وعلّق محامي غصن في اليابان جونيتشيرو هيروناكا أنه علم بمغادرة موكله من اليابان من الأنباء، وفوجئ تمامًا بالأمر، وأكد أن جوازات سفر غصن الثلاثة اللبناني والبرازيلي والفرنسي لا تزال بحوزة فريق المحامين. وأوضح هيروناكا أن آخر مرة التقى فيها غصن كانت في الخامس والعشرين من ديسمبر، وكان من المقرر أن يقابله في يناير للنقاش بشأن إجراءات ما قبل المحاكمة. ولم يفصح غصن -الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية- كيف غادر اليابان، لكنه أوضح أنه لم يتهرب من محاكمته، وأنه هرب مما وصفه بالظلم والاضطهاد السياسي. وكالات