كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، مساء اليوم الخميس، الوزير السابق حسان دياب، بتشكيل الحكومة اللبنانيةالجديدة، بعد أكثر من شهر ونصف على استقالة الحكومة السابقة على وقع الاحتجاجات الشعبية. وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، في بيان، أنه « بعد أن أجرى رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى الرئيس، حسن دياب لتكليفه بتشكيل الحكومة ». وأضاف المصدر ذاته أنه « تم تكليف حسان دياب الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي 2011-2014، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكتمال الاستشارات النيابية ». ونال دياب، وهو شخصية مستقلة لا ينتمي إلى أي حزب، تأييد 69 نائبا من النواب الذين شاركوا في الاستشارات، غالبيتهم من كتل « حزب الله » وحلفائه، لا سيما « التيار الوطني الحر »، و »حركة أمل ». وحجب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه، الكتلة السنية الأبرز في البرلمان، أصواتهم عن دياب، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام مبدين اعتراضهما على تسمية اعتبروها « سقطت بالمظلة ». ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ شهرين ضد السلطة السياسية ويطالبون برحيلها مجتمعة. وكان الحريري قد أعلن ، في بيان أمس، رفضه تشكيل الحكومة المقبلة، مع إصراره على ترؤس حكومة اختصاصيين، استجابة لمطالب المتظاهرين. ومنذ أن استقالت حكومة الحريري، في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي. ويمر لبنان بأزمة اقتصادية خطيرة وسط ركود اقتصادي وارتفاع نسبة البطالة أضيف إليها مؤخرا تراجع قيمة العملة المحلية في السوق السوداء وقيود فرضتها المصارف على السحب وتحويل الأموال.