أكد الممثل والمخرج المغربي، عبدو المسناوي، اليوم الثلاثاء بأكادير، أن الصناعة السينمائية المغربية قد عرفت تطورا كميا ونوعيا على مستوى الإنتاج والإبداع، مقابل تراجع على مستوى الترويج والتوزيع، لاسيما خلال السنوات الأخيرة. وأوضح المخرج المغربي، خلال لقاء نظم حول « الصناعة السينمائية بالمغرب »، في إطار فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، أن « الصناعة السينمائية في المغرب عرفت تطورا هاما نوعيا وكميا على مستوى الإنتاج والإبداع، حيث تنامت صناعة الأفلام في المغرب، بالإضافة إلى تواجد السينما المغربية في مجموعة من المحافل الدولية ». وأضاف المسناوي، خريج المعهد الدرامي والتنشيط الثقافي، أنه بالرغم من هذا التطور على مستوى الإنتاج فإن الصناعة السينمائية في المغرب تعرف تراجعا على مستوى التوزيع، حيث تراجع الإقبال على دور السينما والمركبات الثقافية. ويعود هذا التراجع، يضيف المسناوي الذي يعمل أيضا أستاذا بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، إلى غياب قاعات تستجيب لمتطلبات الجمهور وتواكب التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم في هذا المجال، لاسيما في ظل التقنيات الرقمية التي تشهدها السينما المعاصرة. وفي هذا السياق، دعا المسناوي إلى ضرورة الارتقاء بالإنتاجات السينمائية المغربية وتثمينها، ودعم إنشاء مركبات وقاعات سينمائية، والاهتمام بالعاملين في مختلف مجالات السينما، من أجل توزيع وترويج أفضل للأفلام المغربية بكل أصنافها. كما أبرز أهمية العمل على تطوير قاعات السينما والانفتاح أكثر على التكنولوجيات الحديثة في الصناعة السينمائية، والعمل على إخراج القاعات السينمائية متعددة الشاشات إلى الوجود، وكذا الارتقاء بالمهرجانات والإشعاع السينمائي، والاهتمام بالممثل وقضاياه المهنية في الإنتاج السينمائي. من جهة أخرى، استعرض المسناوي، خلال هذا اللقاء الذي حضره طلبة وتلاميذ مؤسسات تعليمية، مراحل صناعة الأفلام من الفكرة حتى الشاشة، علاوة على نقاش مستفيض حول فيلمه القصير « سفسطة »، المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب المغربي فؤاد العروي « ربع ساعة للفلاسفة » ضمن المجموعة القصصية « القضية الغريبة لسروال الداسوكين ». ويحكي هذا الشريط قصة شاب يبرمج لقاءا مع أستاذته السابقة لمادة الفلسفة في قسم مدرستهما القديمة لاسترجاع الذكريات، لكن عند اللقاء، تتحول الزيارة إلى موعد لتصفية حسابات قديمة وتناول قضايا مثل مدى « تأثير التعليم الذي نتلقاه في المدرسة على نظرتنا للعالم وعلى طريقة عيشنا للحياة ؟ ولايزال جمهور المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، الذي رفع الستار عن دورته ال16 مساء أمس الاثنين، على موعد مع العديد من اللقاءات والورشات والندوات للتطرق إلى أهم القضايا السينمائية رفقة مهنيي السينما من المغرب والخارج. ويهدف هذا الحدث السينمائي، المنظم في الفترة ما بين 9 و 14 دجنبر الجاري، إلى إبراز التنوع الذي يميز السينما المغربية، سواء في الشق المتعلق بالأفلام التي أنتجت في المغرب، أو التي أنجزها مغاربة العالم والتي تتناول تيمة الهجرة التي ما تزال من بين المواضيع الحارقة التي تشغل بال مختلف الفرقاء لاسيما في ظل المآسي المتكررة التي يشهدها حوض المتوسط من خلال الغرق المتكرر للمراكب التي تحمل المهاجرين السريين الافارقة. يذكر، أن المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير ينظم بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج والمركز السينمائي المغربي، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وولاية جهة سوس ماسة، والمجلس الجهوي لسوس ماسة، ومجلس عمالة أكادير إداوتنان، والجماعة الترابية لأكادير.