انطلقت، اليوم الاثنين، بأبوظبي فعاليات ملتقى دولي حول موضوع « دور الأديان في تعزيز التسامح ..من الإمكان الى الإلزام » وذلك بمشاركة مغربية. ويعرف الملتقى، الذي ينظمه « منتدى تعزيز السلم » على مدى ثلاثة أيام ، مشاركة نحو 1000 شخصية من ممثلي الأديان ونخبة واسعة من العلماء والمفكرين والباحثين على مستوى العالم. وقال القائمون على المنتدى، إن الملتقى يهدف إلى إحداث تحول في المنظور الديني والقانوني للتسامح، بما يدعم مسارات المواطنة الحاضنة للتنوع، ويضمن حق أهل الأديان جميعا في ممارسة شعائرهم في جو من الكرامة والسكينة والحرية المسؤولة. ويسعى اللقاء إلى بيان أسس التسامح ومظاهره في الإسلام، من خلال التأصيل العلمي والتأثيث الفقهي للتعددية الدينية في الإسلام، وتجديد النظر وتحقيق القول في التعامل مع الآخر، وإبراز مفهوم التسامح كقيمة أخلاقية، لها جذورها الروحية العميقة في الإسلام، من خلال آليات ومناهج التربية على التسامح، واستعراض بعض النماذج والمبادرات الناجحة، لتنشئة الأجيال على سلوكات إيجابية متسامحة. ويتدارس المشاركون سبل مأسسة « حلف الفضول الجديد »، بعد مبادرات ومشاريع مشتركة بين ثلة من قادة الأديان الإبراهيمية، من خلال ميثاق عالمي يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التعاون وقيم التسامح من مجرد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني، عبر حماية دور العبادة بالعالم، و إطلاق مبادرات لتعزيز التعايش والتضامن والمحبة بين بني البشر، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومشاربهم الفكرية. وقال الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى ورئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى إن الإسلام يعبر عن التسامح بأربعة مصطلحات قرآنية، تغطي حقله الدلالي، وهي العفو والصفح والغفران والإحسان ، موضحا أن » التسامح في الرواية الإسلامية ينبني على مبدأ أخلاقي روحي عميق » . ورأى أن العمل في الاتجاه التربوي في غاية الأهمية، « لكنه وحده غير كاف، حيث علينا أيضا أن لا ننسى السياق القانوني لمفهوم التسامح، فينبغي أن نؤكد الجهود التربوية؛ بنصوص قانونية ملزمة، ترفع التسامح من مستوى الإمكان إلى مستوى الإلزام ». واعتبر عبد الله ابن بيه ان « الارتقاء بالتسامح من الاعتراف إلى التعارف،هو المفهوم الجديد الذي يعيد للتسامح فاعليته، وهو عنوان المرحلة التاريخية التي تجمع بيننا نحن أبناء العائلة الإبراهيمية ». من جانبه، قال أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى، ان اختيار موضوع دور الأديان في تعزيز التسامح، » يرسل لقيادات الأديان حول العالم رسائل مهمة، تحمل في طياتها استدعاء مسؤولياتهم واستنهاض هممهم، ووضعها أمام محك الأخلاق والقيم ». وأكد أن « خ لق السماحة والتسامح يبدأ برحابة الصدر في استيعاب المخالف، ومن ثم السعي قدر الإمكان لتحويل مفهوم الاختلاف المجرد، إلى مفهوم الإثراء والتعدد ». ويشارك المغرب في هذا المنتدى بوفد يضم أساتذة جامعيين وباحثين منهم على الخصوص عبد الحميد عشاق المدير المساعد بدار الحديث الحسنية بالرباط ومنسق « موسوعة السلم » ،و ابراهيم مشروح أستاذ الفلسفة والمنطق بنفس المؤسسة، وعبد الرحمان غريوة وحميد بودار ومصطفى حدية، أساتذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط.