أعلن مؤسسا شركة غوغل لاري بيج وسيرجي برين، اللذان ظلا بعيدًا عن دائرة الضوء منذ إعادة هيكلة شركتهما قبل أربع سنوات، تنحيهما عن إدارة الشركة الأم ألفابت (Alphabet)، وآلات دفة القيادة للرئيس التنفيذي الحالي للشركة ساندار بيشاي. ووفق رسالة مشتركة نُشرت على مدونة غوغل العامة، سيبقى الرجلان موظفين في شركة ألفابت ويحتفظان بمقعديهما في مجلس الإدارة، لكنهما لن يشرفا بعد الآن على إمبراطورية الشركة المترامية الأطراف التي بلغت قيمتها تريليون دولار والتي أنشآها أثناء وجودهما في جامعة ستانفورد منذ أكثر من 20 عاما. وجاء في رسالة المؤسسيْن « بما أن ألفابت أصبحت الآن شركة راسخة الأسس، وتعمل غوغل وبيتس أيضا بفعالية كشركات مستقلة، فقد حان الوقت لتبسيط هيكل إدارتنا. لم نكن قط من هؤلاء الذين يتمسكون بالقيادة عندما نعتقد أن هناك طريقة أفضل لإدارة الشركة. ولم تعد ألفابت وغوغل بحاجة إلى مديرين تنفيذيين ورئيس. ولذلك، سيكون ساندار بيشاي هو الرئيس التنفيذي لكل من غوغل وألفابت ». وفي بريد إلكتروني تم إرساله إلى الموظفين وتم نشره لاحقا بجانب خطاب بيج وبرين، أكد بيشاي أن التغيير لن يكون له تأثير يذكر على طريقة عمل غوغل اليومية. وأضاف « أريد أن أكون واضحًا أن هذا الانتقال لن يؤثر على بنية ألفابت أو العمل الذي نقوم به يوميا.. سأظل أركز بشدة على غوغل والعمل المكثف الذي نقوم به لدفع حدود الحوسبة وبناء غوغل أكثر فائدة للجميع.. في الوقت نفسه، أنا متحمس لألفابت وتركيزها الطويل الأجل على مواجهة التحديات الكبيرة من خلال التكنولوجيا ». على الرغم من أن هذه الخطوة تبدو تطورا مروعا لمستقبل غوغل، فهي ليست مفاجئة لأولئك الذين تابعوا نشاطات بيغ وبرين منذ عام 2015، حيث نادرًا ما ظهر الثنائي علنا، فكلاهما اختفى فعليا عن الرأي العام منذ سنوات. كان إنشاء ألفابت مثيرًا للجدل في عام 2015، حيث كانت تمثل هيكلا جديدا لم يسبق له مثيل لشركات وادي السيليكون في وقت كان عمالقة التكنولوجيا يجمعون قوة هائلة ويدعمون الصناعات. تم تصميم ألفابت لتقسيم غوغل إلى نشاط تجاري رئيسي يتضمن محرك البحث ونحو 12 من المنتجات الضخمة الأخرى، مثل مختبر أكس الخاص بها. تابع بيشاي تطوير غوغل لتصبح جزءا أكبر من الحياة اليومية على الإنترنت حيث أشرف على إطلاق علامة بكسل (Pixel) التجارية وجهود غوغل الأخرى، بالإضافة إلى استثمارات الشركة الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ومنذ إنشاء ألفابت، ارتفع سعر سهم الشركة بأكثر من الضعف، وكذلك إيرادات الشركة. في أول تقرير فصلي للأرباح عام 2015، سجلت الشركة مبيعات بلغت 18.7 مليار دولار. وفي أحدث تقرير فصلي للأرباح، سجلت شركة ألفابت مبيعات بلغت أكثر من 36.3 مليار دولار. لكن بيج وبرين سلما لقب الرئيس التنفيذي لبيشاي في وقت يزداد فيه التدقيق على شركات التكنولوجيا الكبرى، وقد واجهت غوغل وأختها يوتيوب سلسلة من الخلافات الحادة منذ تراجع مؤسسي الشركة. وعلى غرار شركات أمازون وفيسبوك وغيرهما من عمالقة التكنولوجيا، فقد كانت السنوات الأربع الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ غوغل، حيث نشأ تحالف ناشط من الموظفين داخل الشركة للقتال من أجل التغيير، وسعى المشرعون والناشطون والنقابيون للتحقيق في قوة غوغل وتأثيرها على المجتمع. ونتيجة لذلك أصبح بيشاي وجها لوجه أمام هذه العواصف، بما في ذلك الحوادث الداخلية التي برزت أخيرا وهو تعامل الشركة في الماضي والحاضر مع المضايقات الجنسية والنشاط العمالي. بعد ظهور أخبار تفيد بأن كلا من بيغ وبرين وافقا على تعويضات بقيمة 90 مليون دولار لخروج مؤسس « أندرويد » أندي روبين الذي اتهم بسوء سلوك جنسي من قبل موظف سابق، ونظم الموظفون ما كان في ذلك الوقت أكبر احتجاج داخلي تشهده الشركة في تاريخها شارك فيه أكثر من 20 ألف موظف حول العالم.