أقدمت ممرضة بعيادة خاصة بمركز باب تازة ضواحي شفشاون، على وضع حد لحياتها، مساء أمس الاربعاء، بعدما عمدت على تناول جرعات من » سم الفئران « ، وذلك بمنزل أسرتها. وحسب مصادر » فبراير »، فإن الممرضة، أقدمت على الانتحار عن طريق تناول4 أقراص من سم الفئران، عجلت بوفاتها دقائق قليلة بعد دخولها لمستعجلات المستشفى الإقليميشفشاون. هذا وقد فتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا حول ملابسات وقوع هذا الحادث، حيث تم إيداع جثة الهالكة مستودع الأموات، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة. » وفي هذا السياق قال نورالدين عثمان عضو المجلس الوطني للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تصريح ل »فبراير » إن « ظاهرة الانتحار بجهة الشمال أصبحت مقلقة للغاية خصوصا في إقليموزانوشفشاون فحوادث الانتحار والضبط لدى فئة الشباب تطرح الكثير من الأسئلة المحرجة والتي لا جواب عليها لحد الآن، فلا يكاد أن يمر أسبوع دون أن نتوصل بخبر انتحار أحد المواطنين بهذه المناطق حتى أصبح الأمر جد طبيعي بسبب العدد الكبير للمنتحرين. » ارتفاع حالات الإنتحار، يؤكد عثمان « مرتبط بعوامل متعددة منها التحولات التي عرفها المجتمع المغربي في العقود الأخيرة دون مواكبة ثقافية وعلمية وتربوية تجيب عن الأسئلة المقلقة المرتبطة بهذا التحول، كما أن عامل الفقر والبطالة والتهميش والحرمان والاغتصاب لهم دور في إرتفاع حالات الإنتحار خصوصا في المناطق النائية والمهمشة، أضف إلى ذلك العامل النفسي وهنا لا بد من الإشارة أن الأمراض النفسية التي يعاني منها المواطنين في ارتفاع مطرد نتيجة غياب سياسة صحية نفسية واضحة لدى الحكومات المتعاقبة التي همشت هذا الجانب ولم تعطيه الاهتمام اللازم مما ساهم في تفشي هذا النوع من الأمراض الذي يعد من أهم العوامل المساهمة في ظاهرة الانتحار وإرتفاعها ». وطالب الحقوقي عثمان بضرورة « تظافر جهود الجميع من أجل معالجة هذه الظاهرة والتصدي لها ولو بشكل نسبي لأن الإنتحار ظاهرة عالمية ومرتبطة بالإنسان منذ الأزل، كما نطالب الحكومة بضرورة إعطاء الأولوية في برامجها لإيجاد حلول ناجعة لهذه المعظلة عبر الاهتمام بالصحة النفسية للمغاربة حتى لا يستمر إزهاق أرواح الشباب بهذه الطريقة المأساوية ». وللإشارة فقد ارتفعت حصيلة المقدمين على الانتحار بمدينة شفشاون، لتقارب أكثر من 60 حالة منذ عام 2018، وبلغت أكثر من 30 حالة منذ بداية خلال هذه السنة.