خلف قرار وزارة الداخلية، والقاضي بمنع ذبح ناقة موسم مولاي ابراهيم بإقليم الحوز، مجموعة من التساؤلات، حول توجه الدولة للقطع مع تلك الممارسات الوثنية، وذلك بعدما تم تداول مقاطع فيديو السنة الماضية، تبين « ذبح » « ناقة الوالي » بطريقة بشعة. وقد خلقت الفيديوهات التي تم تداولها السنة الماضية موجة غضب عارمة، إذ تظهر ذبح الناقة بطريقة وحشية والتسابق لتقطيعها، ومحاولة الحصول على بعض من دمائها، أو طرف من جلدها ولحمها، وذلك في إعتقادهم السبيل لنيل « بركة الوالي »، مما يظهر المغرب وكأنه لازال يعيش في القرون الوسطى » وتظهر كذلك مقاطع الفيديو، أحد الجزارين وهو يقوم بطعن الناقة في العنق وهي واقفة، ويكرر العملية في يمين وفي شمال عنقها إلى أن تخر على الأرض. وفي هذا السياق، فقد كشفت معطيات لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الأخيرة أنفقت أزيد من 14.6 مليار سنتيم على الأضرحة والزوايا، في إطار الهبات التي تقدمها سنويا إلى القائمين عليها بهدف الاعتناء بها وحفظها من الزوال. المعطيات، التي أماط عنها الوزير أحمد التوفيق خلال جلسة برلمانية بمجلس النواب لأول مرة سنة 2018، أكدت أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي يشرف عليها أنفقت 146 مليون درهم أي ما يعادل 14 مليارا ونصف المليار على الأضرحة والزوايا، دون تحديد المدة التي تم فيها صرف هذه المبالغ. وحسب المسؤول الحكومي، فإن المعطيات التي تتوفر عليها وزارته تؤكد أن المملكة تتضمن 5038 ضريحا، وعدد الزوايا في المغرب بلغ 1496 زاوية، موردا أن هذا يدل على أن المغاربة مؤطرين روحيا ويكشف أهمية هذه الزوايا التي تأتي بعد المساجد. وصمة عار.. الدولة لها نوايا!. أكد إدريس الكنبوري، الباحث في الفكر الإسلامي، أن « هذه الممارسات الوحشية التي لا علاقة لها بالدين ولا بالتقاليد المغربية تشكل وصمة عار اليوم، وتعطي صورة سيئة جدا عن المغرب في الخارج. وأشار الأستاذ الجامعي، في تصريح ل »فبراير » أن « هناك نوايا لدى الدولة بالقطع مع هذه السلوكات الهمجية، فإذا كان هذا تم في الماضي وكان يلقى تسامحا من الدولة فاليوم مع عصر التواصل والصورة والفيديو لم يعد ممكنا التسامح مع هذه الممارسات التي تفضح المسكوت عنه. وقد اغلقت الدولة ضريح بويا عمر لهذا السبب أيضا. » وشدد الكنبوري على أن « الدولة تسامحت مع الطرقية بشتى أنواعها لأهداف معينة في الماضي لكنها أدت بنا إلى كوارث أخلاقية. طقوس لاعلاقة لها بالدين! أكد الدكتور جواد مبروكي، طبيب نفساني وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي أن الطريقة البربرية التي تم القتل بها ناقة موالي ابراهيم السنة الماضية -حسب الفيدوهات-، لا تحترم الذبيحة الشرعية وتشوه صورة المغرب، وبالتالي هذا هو سبب المنع وليس منع الأولياء. » الطقوس الوثنية لاعلاقة لها لا بالدين ولا بالفكر- يضيف مبروكي- بل لها ارتباط كبير بالشعوذة وعلم « الغيب »، مؤكدا بأن السلطات بكل تلاوينها لوكانت لها رغبة في محاربة هذه الأفعال لاقامت بمنعه، لأنها تعرف أماكن المشعوذين، وهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الأفعال. » وشدد المتحدث ذاته، أن ماينقصنا لمحاربة أفعال الشعوذة، وماوقع مثلا ب »مولاي ابراهيم »، هو التوعية وليس المنع، داعيا وزارة الثقافة للعمل إلى جانب المثقفين والمفكرين، لوضع برنامج تحسيسي للمجتمع للقطع مع مثل هذه الأفعال الغريبة. » أشار مبروكي في حديثه مع « فبراير » إلى أن » هناك طقوس غريبة مازلت تمارس في المغرب، ولاتقتصر فقط عند فئة الأشخاص الأميين، أو غير المتمدرسين، لأن هناك أساتذة جامعيين يتهافتون لممارسة طقوس الشعوذة، » على حد تعبيره.