تظاهر آلاف اللبنانيين الجمعة لليوم الثاني على التوالي، وقطعوا طرقا رئيسية في مختلف المناطق، في تحرك موحد لرفع الصوت ضد الحكومة وقرارات فرض ضرائب جديدة عليهم في بلد يشهد أساسا أزمة اقتصادية خانقة. وعلى وقع التظاهرات التي تطالب حكومته بالاستقالة، اتهم رئيس الحكومة سعد الحريري أطرافا في الحكومة لم يسمها بتعطيل مساعيه للمضي في الإصلاحات، مانحا إياهم مهلة 72 عاما لدعمها. واندلعت التظاهرات غير المسبوقة منذ سنوات، ليل الخميس بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت. ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية الممثلة في حكومة الرئيس سعد الحريري. وعلت مطالب الشارع باستقالتها، في حراك جامع لم يستثن حزبا أو طائفة أو زعيما . وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك. وقطع المتظاهرون طرقا رئيسية في مختلف المناطق وتلك المؤدية إلى العاصمة ومطار بيروت الدولي لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد مصورو وكالة فرانس برس. وعملت القوى الأمنية مرارا على إعادة فتح الطرق الحيوية. وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت قرب مقر الحكومة الجمعة مرددين شعار « ثورة، ثورة » و »الشعب يريد إسقاط النظام »، في وقت أقفلت المدارس والجامعات والمصارف والعديد من المؤسسات أبوابها. ورفع أحدهم لافتة كتب عليها « الإسقاط والمحاسبة، كلهم يعني كلهم »، في إشارة إلى كامل الطبقة السياسية. وهتف متظاهرون بالعامية « برا برا برا، الحريري إطلع برا ». واستخدمت القوة الأمنية ليلا خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الاقتراب من السرايا الحكومية، ما أسفر عن حالات إغماء. واندلعت مواجهات مساء بين عدد من المتظاهرين والقوى الأمنية في شارع المصارف في وسط بيروت، وأغلق المتظاهرون الطريق بالإطارات المشتعلة، وأسفرت المواجهات عن تحطم واجهة إحدى المصارف. وأفادت قوى الأمن الداخي عن إ صابة 17 من عناصرها في المواجهات. وفي شمال البلاد، شهدت مدينة طرابلس، تحركات واسعة، تخللها حادث إطلاق نار على متظاهرين من قبل مرافقي نائب سابق، حاول الانضمام إلى المعتصمين الذين رفضوا وجوده بينهم. وأفاد مصدر أمني فرانس برس عن إصابة أربعة متظاهرين بالرصاص الحي، أحدهم بحالة حرجة. وقام المتظاهرون بتمزيق وحرق صور نواب المدينة وزعاماتها، وبينها صور الحريري، وأقتحم بعضهم فرع محل حلويات يملكه وزير الاتصالات.