وقع المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير في العاصمة الخرطوم بصفة نهائية اليوم السبت على الوثيقة الدستورية والإعلان السياسي للفترة الانتقالية، مما يمهد الطريق للانتقال نحو الدولة المدنية. وانطلقت مراسم التوقيع بحضور إقليمي ودولي لممثلي الدول والمنظمات الدولية. وكان السودانيون يترقبون توقيع الاتفاق الذي يهدف إلى الانتقال لحكم مدني يأملون أن يجلب لبلدهم مزيدا من الحرية والازدهار الاقتصادي. وانتشرت القوات الأمنية بكثافة في شوارع الخرطوم، وأغلقت بعض الطرقات لا سيما المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش السوداني. وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير تسيير موكب « الحرية والمدنية » من وسط الخرطوم إلى ساحة الحرية (أكبر ساحات العاصمة الخرطوم). كما أشارت إلى وصول « قطار عطبرة » -رمز الثورة- نهايته، حيث يجري استقبال القادمين للمشاركة في احتفال التوقيع من مدينة عطبرة شمالي البلاد. وعطبرة هي المدينة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات في 19 دجنبر 2018 ضد نظام عمر البشير، وسيرت قطارا وصل حتى مقر الاعتصام في بدايات الثورة. وخلال حفل أقيم في قاعة تطل على نهر النيل، وقع قادة المجلس العسكري الانتقالي وقيادات قوى الحرية والتغيير على وثائق الاتفاق الذي يحدد فترة حكم انتقالية مدتها 39 شهرا وتنتهي بإجراء انتخابات. ومع التوقيع الرسمي على الاتفاق، سيبدأ السودان عملية تشمل خطوات أولى فورية مهمة، إذ ستعلن الأحد تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيشكل المدنيون فيه الأغلبية. وأعلن قادة الحرية والتغيير الخميس أنهم اتفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأممالمتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي، رئيسا للوزراء.