دافع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الأحد، عن قانون إصلاح التعليم بالمغرب، الذي أثار جدلا واسعا، معتبرا إياه « مكسبا كبيرا للبلاد ». جاء ذلك خلال لقائه طلبة معاهد ومدارس عملية وتقنية، في ملتقى « أكاديمية أطر الغد » المنعقد بالرباط. وقال العثماني، إنه « على العكس من الضجة المبالغ فيها حول القانون، فإنه لأول مرة تدخل اللغة العربية التعليم الجامعي بإلزامية القانون ». وتُدَرِّس أغلبية المدارس العليا والجامعات العلمية باللغة الفرنسية، فيما ينص القانون الجديد على إلزامية تدريس مادة واحدة على الأقل باللغة العربية في مختلف المعاهد والكليات العلمية والطبية. كما ينص القانون كذلك على إمكانية فتح وحدات باللغة العربية أو الفرنسية أو الإسبانية أو الإنجليزية. وصادق مجلس النواب المغربي في 22 من يوليو الماضي بالأغلبية على مشروع القانون، الذي يشكل الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في المغرب. وأثار القانون جدلا واسعا، بسبب ما وصفه فاعلون مدنيّون وسياسيون بأنه « إعادة فرنسة المدرسة المغربية ». وينص القانون على اعتماد مبدأ التناوب اللغوي في بعض المواد العلمية وهو ما قرأ فيه المعارضون إقرارا للغة الفرنسية من جديد. وفي هذا السياق، قال العثماني: « القانون الإطار لا ينص على الفرنسية في أية مادة على الإطلاق، وإنما على التناوب اللغوي بلغة أو لغات أجنبية ». وتابع: « نحن نضع قانونا للمستقبل، يفتح لنا إمكانات ومجالات كثيرة، ومن التعسف تأويل التناوب اللغوي فقط في اتجاه الفرنسية ». وأشار إلى إنه « ليس باستطاعته تغيير القانون، حتى لو توصل بعرائض شعبية بخصوص ذلك ». وتابع « القانون أحيل على البرلمان والحكومة عاجزة عن أي تدخل لأنه لا يمكنها التدخل في البرلمان ». وبعد مصادقة مجلس النواب على المشروع، ستتم إحالته إلى مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، ثم نشره بالجريدة الرسمية ليدخل حيز التنفيذ. الأناضول