فاز بوريس جونسون بمنصب زعيم حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وهو المنصب الذي سيؤهله ليحل محل تيريزا ماي كرئيس لوزراء البلاد. وكان حزب المحافظين شهد اقتراعاً، يوم أمس الاثنين، شارك فيه 160 ألف عضو لاختيار رئيس للحزب من بين أحد المرشحَين؛ جونسون (55 عاماً) ووزير الخارجية الحالي، جيرمي هانت (52 عاماً). وتتوجه تيريزا ماي يوم غدٍ إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالتها رسمياً للملكة إليرابيث الثانية، فيما يكون رئيس المحافظين الجديد في طريقه للقاء الملكة التي ستكلّفه رسمياً تشكيل الحكومة. وجونسون رئيس بلدية لندن السابق كان استقال من منصب وزير الخارجية قبل عام بسبب خطط ماي للخروج من الاتحاد وأظهرت استطلاعات رأي عديدة حصوله على نحو 70 بالمئة من الأصوات. العديد من الملفات الساخنة ستكون على طاولة رئيس الحكومة الجديد فور تكليفه، لعلّ أبرز تلك الملفات هي حالة التوتّر المتصاعدة بين لندن وطهران على خلفية احتجاز إيران سفينة النفط التي ترفع ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز. بريكست والخيارات الصعبة وسيرث رئيس الحكومة البريطانية الجديد أزمة سياسية تتعلق بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي والمقرر في نهاية تشرين الأول/أكتوبر القادم، وسيتعين على رئيس الحكومة الجديد إقناع التكتّل بإحياء المحادثات بشأن اتفاق للانسحاب، وهو أمر يتعنت الاتحاد بشأنه، وإلا سيسير رئيس الحكومة الجديد ببلاده نحو حالة من الغموض الاقتصادي بسبب الخروج دون ترتيب. وكان جونسون أكد خلال السباق الانتخابي في حزب المحافظين الشهر الماضي أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيتم قبل انتهاء المهلة المحددة، باتفاق أو من دون اتفاق، مؤكداً أنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق جديد لكنه أقرّ بصعوبة تحقيق ذلك. استقالات في حزب المحافظين ويرجّح المراقبون ألا يعلن جونسون عن تغييرات وزارية رئيسية قبل يوم الأربعاء لكن من المتوقع أن يسفر انتصاره في المنافسة على زعامة الحزب عن استقالات عديدة في حزب المحافظين المنقسم بشدة. ويجدر بالذكر أن وزيرا دولة استقالا بسبب استعداد جونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي دون ترتيبات انتقالية، وقال وزير المالية فيليب هاموند ووزير العدل ديفيد جوك إنهما يعتزمان الاستقالة قبل إقالتهما. وكان الوزير بوزارة الخارجية، ألان دنكان، قدم استقالته وهو الذي دأب على انتقاد بوريس جونسون الذي يفترض أن يشغل منصب رئيس الوزراء والذي تعهد بالخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق أو بغير اتفاق وذلك في أحدث استقالة قبل وصول جونسون إلى المنصب. وتبرز استقالة ألان دنكان، قوة المشاعر المناوئة للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق داخل حزب المحافظين الحاكم والبرلمان، وهو الخروج الذي تقول شركات بريطانية كثيرة إنه سيكون كارثيا على الاقتصاد. وتأتي استقالة دنكان بعد استقالة وزيرة الثقافة مارغوت جيمس الأسبوع الماضي وقولها وقتذاك إنه لا يمكن تصديق وعد جونسون بالخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق مع التكتل الأوروبي يجعل الخروج سلسا. وقال فيليب هاموند وزير المالية يوم الأحد الماضي أيضا إنه سيستقيل قبل أن يقيله جونسون عندما يشغل المنصب وتعهد بالكفاح مع آخرين في البرلمان لمنع تمزق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لبريطانيا. « السحابة السوداء » وقال دنكان في خطاب استقالته إلى رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي « من المأساوي أنه في اللحظة التي كان بوسعنا أن نصبح فيها القوة المهيمنة فكريا وسياسيا في عموم أوروبا، وفيما وراءها، صار علينا أن نقضي كل يوم ونحن نعمل تحت السحابة السوداء للخروج من الاتحاد الأوروبي ». ويرى المراقبون أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، سيلحق الضرر بالاقتصاد البريطاني وسيؤثر سلباً على النمو العالمي، كما سيؤثر على الأسواق المالية العالمية.