تصل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي تستضيفها مصر إلى محطتها الأخيرة بمواجهة من العيار الثقيل بين المنتخب الجزائري ونظيره السنغالي. ويسعى محاربو الصحراء، بقيادة لاعب مانشستر سيتي رياض محرز، للتتويج بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخهم، بعدما حصلوا على اللقب الأول عام 1990 بعد التغلب على نيجيريا في المباراة النهائية بهدف دون رد. في حين يبحث « أسود التيرانغا »، بقيادة لاعب ليفربول الانجليزي ساديو ماني، عن أول ألقابهم القارية في ثاني نهائي يخوضونه في تاريخهم في كأس الأمم الأفريقية، بعدما خسروا النهائي الأول أمام الكاميرون عام 2002. قوة هجومية أمام صلابة دفاعية يتميز المنتخب الجزائري بقوة هجومية واضحة في النسخة الحالية من البطولة، إذ سجل 12 هدفا، منها ثمانية أهداف في الشوط الأول وأربعة أهداف في الشوط الثاني. أما منتخب السنغال فلم يسجل سوى ستة أهداف فقط، من بينها ثلاثة أهداف لساديو ماني، بنسبة 50 في المئة من أهداف أسود التيرانغا، وهو ما يعكس مدى اعتماد السنغال على نجم ليفربول الإنجليزي. لكن من الناحية الدفاعية، يعد المنتخب السنغالي صاحب أقوى خط دفاع في البطولة، إذ لم تهتز شباك الفريق سوى مرة واحدة، وكان ذلك في المباراة التي خسرها الفريق أمام الجزائر في دور المجموعات. لكن السنغال ستدخل المباراة النهائية وهي تفتقد لخدمات أبرز مدافع في الفريق وفي القارة السمراء بأكملها، وهو نجم نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي، الذي يغيب عن المباراة بداعي الإيقاف لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية أمام تونس في نصف النهائي. محرز في مواجهة ماني كان كثيرون يرشحون نجم ليفربول محمد صلاح لقيادة الفراعنة للفوز بلقب البطولة، لكن مصر ودعت البطولة مبكرا من دور الستة عشر، وسرق النجم الجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو ماني الأضواء من الجميع. ولعب محرز وماني دورا حاسما في وصول منتخبي بلادهما للمباراة النهائية، فقد سجل محرز ثلاثة أهداف من بينها هدف الصعود للمباراة النهائية في مرمى نيجيريا في الوقت المحتسب بدلا من الضائع من ركلة حرة رائعة، في حين سجل ماني ثلاثة أهداف من الأهداف الستة التي سجلها منتخب السنغال، رغم إهداره لركلتي جزاء. وخلال الموسم الجاري، قاد محرز مانشستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما حصل ماني على لقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول، لكنهما أكدا على أن الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية يعد شيئا استثنائيا. فقد أشار ماني في تصريحات صحفية على أنه على استعداد للتخلي عن لقب دوري أبطال أوروبا مقابل الحصول على لقب كأس الأمم الأفريقية مع منتخب بلاده. وقال: « سيكون من الرائع للغاية لو حصلت مع منتخب بلادي على لقب كأس الأمم الأفريقية الذي لم نحصل عليه من قبل، وأنا حتى على استعداد للتخلي عن لقب دوري أبطال أوروبا من أجل الفوز بكأس الأمم الأفريقية. العودة إلى داكار بالكأس سيكون شيئا استثنائيا، فهذا هو الحلم الأكثر جنونا بالنسبة لي ». أما محرز فقال: « الوصول إلى المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا شيء لا يُصدق. أعتقد أننا نقدم مستويات جيدة للغاية في هذه البطولة، فقد أحرزنا 12 هدفا ولم تهتز شباكنا سوى بهدفين فقط، وهو ما يمنحنا شعورا بالثقة ». الأداء في البطولة الحالية وحقق منتخب الجزائر الفوز في جميع مبارياته في البطولة، إذ حصل على العلامة الكاملة في دور المجموعات بالفوز على كينيا بهدفين دون رد، ثم السنغال بهدف نظيف، ثم تنزانيا بثلاثية نظيفة. وفي دور الستة عشر، اكتسحت الجزائرغينيا بثلاثة أهداف دون رد، لتصطدم بمنتخب ساحل العاج في الدور ربع النهائي وتفوز عليه بركلات الترجيح. وتخطى محاربو الصحراء النسور النيجيرية في الدور قبل النهائي بهدفين مقابل هدف وحيد. أما السنغال فاستهلت مبارياتها في البطولة بالفوز على تنزانيا بهدفين نظيفين، ثم الخسارة أمام الجزائر بهدف دون رد، قبل أن تفوز على كينيا بثلاثية نظيفة. وفي الدور ثمن النهائي، تغلبت السنغال على أوغندا بهدف نظيف، قبل أن تحقق الفوز في الدور ربع النهائي على بنين بهدف وحيد أيضا. وفي الدور نصف النهائي، تغلب أسود التيرانغا على تونس بهدف وحيد جاء من نيران صديقة. تاريخ المواجهات كان المنتخبان قد التقيا من قبل في عشر مباريات في تاريخ المواجهات بينهما، فازت الجزائر في خمس منها، مقابل ثلاثة انتصارات للسنغال، بينما انتهت مواجهتان بالتعادل. ولم يتعرض منتخب الجزائر لأي خسارة في آخر خمس مباريات أمام السنغال، حيث فاز في أربع مواجهات وتعادل في واحدة. وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية تحديدا، التقى المنتخبان ثلاث مرات، حققت الجزائر الفوز فيها جميعا، كان أخرها في الدور الأول من البطولة الحالية، بهدف أحرزه يوسف البلايلي. ويبقى السؤال: أي العوامل السابقة سيكون حاسما في تحديد الفريق الذي سيرفع كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر؟