دعا الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، اليوم الجمعة بالعيون، الى اعتماد جيل جديد من الأبحاث الأكاديمية حول الأشكال الجديدة والمختلفة للهجرة. واكد الخلفي خلال افتتاح الدورة الرابعة للمنتدى العلمي الدولي « بين الصفتين » التي تنظمها جامعة محمد الخامس بالرباط وجمعية منتدى البدائل الدولية تحت شعار » الهجرات: الأسباب والآثار « ، على ضرورة تعبئة جميع الطاقات من اجل إطلاق جيل جديد من البحوث والدراسات الأكاديمية والعلمية حول هذه القضية. وشدد على أهمية هذا اللقاء، بالنظر إلى التغييرات الرئيسية التي تشهدها ظاهرة الهجرة وعلاقتها بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والتنمية، داعيا الى تضافر الجهود على اعتبار ان الهجرة « تعبير عن ثراء التفاعل بين الشعوب المختلفة، وليس مشكلة « . وذكر أن المغرب قدم نموذجا منذ خمس سنوات ، قائم على إرساء البعد الإنساني في التعاطي مع إشكالية الهجرة، مشيرا في هذا السياق الى تسوية الوضع غير القانوني لحوالي 50 الف مهاجر ، معظمهم من بلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، والتي تستفيد أيضا منظومة الحماية الاجتماعية التي تشمل مجالات الصحة والتعليم والشغل . واضاف الخلفي أن المغرب قد طرح قضية الهجرة بالفعل على المستوى الإفريقي من أجل وضع أجندة قارية في هذا الاتجاه، تماشيا مع الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس . وبعد التذكير باعتماد مجلس الحكومة لمشروع قانون بالموافقة على الاتفاق بين المملكة المغربية والاتحاد الأفريقي بشأن إنشاء مرصد أفريقي للهجرة في الرباط ، أشار الوزير إلى اعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة للأمم المتحدة ، في دجنبر 2018 في مراكش ، بحضور أكثر من 150 دولة. ومن جهته ابرز وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج ان المنتدى العلمي الدولي » بين الضفتين » يشكل فضاء علميا مناسبا للمشاركين من أساتذة وباحثين مغاربة واجانب من دول امريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء وإسبانيا ، بالمساهمة في النقاش العالمي حول الهجرة ، الذي أصبح من بين الأولويات الرئيسية للحكومات والهيئات والمنظمات الدولية . واضاف الأعرج في كلمة تلاها نيابة عنه المدير الجهوي للثقافة بالعيون السيد لحسن الشرفي ،إلى أن هذا اللقاء العلمي سينير الطريق لمدبري شؤون الهجرة من اتخاذ قرارات تستمد روحها من المساهمات العلمية والأكاديمية لهذه الثلة من الأساتذة الخبراء والمختصين في هذا المجال، من خلال المحاور التي سيتناولونها. واجمع باقي المتدخلين على ضرورة تطوير طرق البحث التي يمكن أن تشكل أساسا لنقاش أكثر تعميقا بين الجهات الفاعلة الرئيسية للهجرة حول تطوير سياسات مستدامة في المستقبل، داعين الى تسليط الضوء على المخاطر الحالية لظاهرة الهجرة، وتحديد المجالات الجديدة التي يجب على الحكومات والجهات الفاعلة في الهجرة الالتزام بها . واكدوا على ان الحلول والسياسيات الناجعة لاشكالية الهجرة وتمددها واثارها ، رهين باقترانها بالبحث العلمي الموضوع ، ان لم تكن منبثقة من رحم مختبرات جامعية واخضاعها لقواعد تحليل علمية معترف بها دوليا. ويهدف هذا المنتدى الذي تنظمه جمعية البدائل الدولية وجامعة محمد الخامس بالرباط بتعاون مع عدد من المختبرات الوطنية والدولية ومراكز البحث إلى خلق فضاء ثقافي معرفي منفتح، لدعم التنوع وقيم الديمقراطية والتبادل المعرفي والثقافي . ويسعى المنظمون من خلال هذا المنتدى، إلى تعزيز وفتح آفاق التفكير الأكاديمي، وخلق دينامية بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني وخاصة المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي بين ضفتي المحيط الاطلسي. وستتواصل فعاليات هذا الملتقى المنظم على مدى أربعة أيام ، الذي حضره والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليمالعيون السيد عبد السلام بكرات، بمشاركة اساتذة جامعيين وخبراء وأكاديميين من دول أمريكا اللاتينية وأوروبا، وإفريقيا، بتنظيم مجموعة من الجلسات العلمية تتمحور حول « الهجرة والنزاعات » ، و » الهجرة وحقوق الإنسان » و » الهجرة البيئية والتنمية » والهجرات والتنمية » و » و الهجرة والمجتمع المدني « .