تنطلق مساء الجمعة على استاد القاهرة الدولي منافسات مسابقة كأس الأمم الإفريقية 2019 في كرة القدم، برهان مصري على محمد صلاح والمشجعين لمحاولة التتويج بلقب ثامن وتعزيز الرقم القياسي للفراعنة. وتقام البطولة، الأكبر في تاريخ القارة بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16، وسط تحديات تنظيمية وأمنية بعدما اختيرت مصر لاستضافتها للمرة الخامسة في يناير الماضي، بعدما كان مقررا أن تقام في الكاميرون، الى أن قرر الاتحاد الإفريقي (« كاف ») سحب التنظيم منها على خلفية عدم إنجاز أعمال البنى التحتية ومخاوف من الوضع الأمني. وكان التخبط القاري في مسألة البلد المضيف، ضمن سلسلة أحداث مثيرة للجدل شهدها الاتحاد الإفريقي في الآونة الأخيرة، توجت الخميس – عشية انطلاق البطولة – بإعلان مشترك بينه وبين الاتحاد الدولي (فيفا) عن تعيين الأمينة العامة للأخير السنغالية فاطمة سامورا، « مفوضة عامة لإفريقيا » لفترة ستة أشهر تبدأ في الأول من غشت المقبل، أي بعد أيام من المباراة النهائية لبطولة الأمم الإفريقية في 19 يوليوز. وعند الساعة العاشرة مساء (20:00 ت غ)، يبدأ منتخب الفراعنة سعيه الى لقب ثامن في البطولة وأول منذ 2010، آملا في استعادة تجربة استضافته الأخيرة عام 2006، حينما توج بلقب أول ضمن ثلاثية شملت لقب 2008 في غانا و2010 في أنغولا. ويعول المنتخب الذي توج باللقب ثلاث مرات في البطولات الأربع التي استضافها على أرضه، هذا العام بشكل أساسي على النجم محمد صلاح، أحد أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة المصرية، واللاعب المتوج مطلع الشهر الحالي بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريقه ليفربول الإنكليزي. ويدخل المنتخب المصري كالمرشح الأبرز لتصدر مجموعته الأولى التي تضم أيضا جمهورية الكونغو الديموقراطية وأوغندا، والذهاب بعيدا في النسخة الثانية والثلاثين من البطولة. ويعول المشجعون المصريون على صلاح وزملائه في المنتخب، لتعويض خيبة المونديال الأخير في روسيا، حينما شارك المنتخب في النهائيات للمرة الأولى منذ 28 عاما، لكنه تأثر سلبا بالإصابة التي تعرض لها صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، وحدت من مشاركته وأدائه، ليودع من الدور الأول بثلاث هزائم. وقال المدرب المكسيكي للمنتخب المصري خافيير أغيري في مؤتمر صحافي الأربعاء تحضيرا للمباراة الأولى « نحن المرشحون للفوز بلقب بطولة الأمم الإفريقية (…) مصر تلعب على أرضها، يمكنها أن تعول على التشجيع القوي، ولديها محمد صلاح، أفضل لاعب إفريقي ». وبرز صلاح بشكل كبير في الموسمين الماضيين مع فريقه ليفربول، اذ نال مرتين جائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنكليزي الممتاز (تشارك في الموسم المنصرم مع زميله السنغالي ساديو مانيه والغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ)، وأفضل لاعب في الدوري لموسم 2017-2018. لكن أغيري شدد على أن المنتخب لا يعتمد حصرا على صلاح، قائلا « من المستحيل للاعب كرة قدم بمفرده أن يفوز ببطولة الأمم الإفريقية. محمد سيحظى بدعم هائل من زملائه. كل اللاعبين باتوا جاهزين ذهنيا وبدنيا ونتطلع الى انطلاق حملتنا بفوز على زيمبابوي ». ويتمتع المنتخب المصري بأفضلية كبيرة على منافسه، اذ يتقدم عليه بفارق كبير في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) (58 لمصر مقابل 109). كما أن التقارير الصحافية تشير الى وجود خلاف بين لاعبي زيمبابوي ومسؤولي اتحادهم المحلي بشأن المكافآت المالية. وفشلت زيمبابوي في تخطي دور المجموعات في مشاركاتها الثلاث السابقة. وتقام المباراة الأولى التي سيقودها الحكم الكاميروني نيان أليوم، وهو ضابط في القوات الجوية لبلاده (بحسب الموقع الالكتروني للاتحاد الإفريقي)، على استاد القاهرة الدولي الذي يستع لنحو 75 ألف متفرج، وخضع لعملية إعادة تأهيل وتطوير قبيل انطلاق البطولة. وأبرزت الصحف المصرية الجمعة أهمية دعم المشجعين للمنتخب في المباراة التي يسبقها حفل افتتاح يعرض لتاريخ بلاد الفراعنة. وكتبت صحيفة « الأهرام » الحكومية « الليلة الفراعنة يتسلحون بالخبرة والجمهور في مواجهة محاربي زيمبابوي »، معتبرة أن اللقاء سيكون « إحدى المباريات المهمة والمؤثرة للفراعنة والتي يدخلها متسلحا بعاملي الأرض والجمهور (…) ولا بديل أمامه سوى الفوز ». ورأت الصحيفة أن الفوز سيجعل من المباراة « الانطلاقة القوية المنتظرة للفريق والذي سيعطي الجميع الدفعة المعنوية الكبيرة لمواصلة المشوار القوي فيها (البطولة) حتى تحقيق اللقب المنتظر »، مشيرة الى أن المباراة « ستكون المباراة محط أنظار الجميع وخاصة الجماهير الكروية المصرية التي تنتظر أن تشاهد فريقها وهو يحقق الفوز المطلوب ». ويشكل الأمن من أبرز التحديات في البطولة التي ستكون أكبر حدث رياضي تستضيفه البلاد بعد ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 التي أدت الى الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، والتي تلتها أعوام من الاضطرابات الأمنية والمشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية. وبحسب وسائل الإعلام المصرية، ستتخذ السلطات الأمنية إجراءات مشددة لمباراة الافتتاح، تشمل منع دخول المشجعين الى الملعب بعد الساعة السادسة والنصف (أي قبل ثلاث ساعات ونصف ساعة من موعد المباراة)، و »تزويد المدرجات بكاميرات مراقبة لرصد كافة مظاهر الشغب او الاحتكاك واتخاذ الإجراءات القانونية »، بحسب صحيفة « اليوم السابع ». وأشارت الصحيفة الى أنه سيتم استخدام طائرات مسيرة (« درونز ») « للتعرف على وجوه المشجعين وتصويرهم ».