أثارت باحثة تونسية جدلا فكريا ودينيا في تونس، بسبب كتاب جديد يقدم نظرة مغايرة للخلفاء الراشدين عبر اتهامهم بالعنف والصراع على السلطة بعد وفاة النبي محمد، حيث اتهمها أحد المؤرخين ب"تزوير" التاريخ، فيما هاجمها رجال بعد اتهامها ب"البحث عن الشهرة" عبر الإساءة إلى أصحاب النبي. وكانت الباحثة التونسية، هالة الوردي، أصدرت مؤخرا كتاب "الخلفاء الملعونون" ، باللغة الفرنسية، الذي يتحدث عن "التصدعات والخيانة والدسائس والفساد والتهديدات بالقتل بين صحابة الرسول للإنقضاض على السلطة"، بحسب « القدس العربي ». ويصوّر الكتاب الخلفاء الراشدين بصفة مغايرة عن السائد ف"أبو بكر الأكثر قربا من الرسول وعمر المتهور والعنيف وعلي قريبه وفاطمة ابنته العزيزة صاحبة القدر المأسوي". وأثار كتاب هالة الوردي جدلا فكريا ودينيا كبيرا، حيث اعتبر المؤرخ والمفكر التونسي، هشام جعيّط أن الكتاب هو " من صنف التاريخ المزور وانه تنطبق عليه الكلمة الفرنسية "escroquerie" اي التحايل الفظ". وأضاف في مقال نشره في صحيفة "الصباح" التونسية "المؤلفة تقدم هذا الكتاب على أنه تاريخ يعتمد على قراءة للمصادر والمراجع المعمقة وهو في الواقع رواية تاريخية خيالية ذات منحى ايديولوجي. وهذا هو عين التزوير لانها تتستر وراء العلم لتحكي خرافاتها فتتبنى حوارات خيالية وتصورها كأنها مأخوذة من أمهات المصادر من كتب التاريخ الحديث والسير. وما يلفت الانتباه أنه في كثير من المواقع فان الهوامش مغلوطة. وما هو أدهى أن المؤلفة تكثر بصفة مجحفة الرجوع الى المصادر وكأنها تريد اظهار تبحرها وسعة علمها بها وهي في الواقع تجهلها وفي هذا مغالطة كبيرة". وتابع جعيط "زد على ذلك أن نظرتها لهذه الفترة التاسيسية للإسلام هي نظرة قاتمة على أن هذا يمكن قبوله باسم حرية الرأي والتعبير ولا يجادلها فيه مجادل من هذا الوجه. انما هذا موقف ايديولوجي وفيه تحقير لفترة مهمة وخلاقة من تاريخ الإنسانية، واني أسف أن انزل من مقامي إلى مثل هذا السجال لاني لم أقم طوال حياة مديدة بالدخول في جو الخصومات والسجالات ولا أحبذها لاني أرى أنها تتنزل في سجل سخافاتنا وهي كثيرة، لكن هذه الفترة التي نعيشها طفحت بالفساد والتمويه والسرقة ومن وراء ذلك بالغباوة وهو ما يؤلمني في اخر ايامي هذه".