تلاحق سريلانكا الاثنين إسلاميين متهمين بارتكاب موجة اعتداءات خلفت 290 قتيلا الاحد في سلسلة اعمال عنف نسبتها السلطات الى حركة اسلامية محلية. ومع استمرار عدم تبني اي جهة الاعتداءات، اعلنت رئاسة البلاد التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة حال الطوارىء اعتبارا من منتصف ليل الاثنين (18,30 ت غ) لحماية « الامن العام ». ويهدف هذا الاجراء الى تسهيل عمل الشرطة والجيش. وخلال بضع ساعات يوم احد الفصح، زرعت اعتداءات الموت في فنادق وكنائس في امكنة عدة من سريلانكا التي لم يسبق ان شهدت عنفا مماثلا منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل عشرة اعوام. واعلنت كولومبو مقتل 31 اجنبيا على الاقل بينهم فرنسي. ولا يزال 14 مفقودين وقد يكونون بين الضحايا الذين لم يتم التعرف اليهم في المشرحة. وأعلنت الحكومة السريلانكية أن مجموعة إسلامية محلية هي « جماعة التوحيد الوطنية » تقف وراء الاعتداءات، وفق المتحدث الحكومي راجيثا سياراتني الاثنين. وبحسب وثائق اطلعت عليها وكالة فرانس برس فإن قائد الشرطة السريلانكية أصدر في 11 أبريل تحذيرا يؤكد أن « وكالة استخبارات أجنبية » أفادت بأن جماعة التوحيد الوطنية تخطط لشن هجمات على كنائس وعلى مفوضية الهند العليا في كولومبو. ولا يعرف الكثير عن هذه الجماعة المتشددة المتهمة بتخريب تماثيل بوذية. واعلنت السلطات توقيف 24 شخصا موضحة ان مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) يساعدها في التحقيق. ويتوقع ايضا وصول عناصر من الشرطة الدولية (انتربول) الثلاثاء الى البلاد. وافادت الشرطة السريلانكية الإثنين أنها عثرت على 87 صاعق قنابل في محطة للحافلات في العاصمة كولومبو. وقالت في بيان إنها عثرت على الصواعق في محطة « باستيان ماهاواتا برايفت »، بينها 12 على الأرض و75 في سلة للمهملات قريبة من المكان. وارتفعت الحصيلة الرسمية للاعتداءات الاثنين إلى 290 قتيلا على الأقل و500 جريح. واوضحت السلطات انه يصعب تحديد عدد الضحايا الاجانب، لافتة الى مقتل نحو 37 اجنبيا تم تحديد هويات 11 منهم. وبين هؤلاء القتلى هنود وبرتغاليون واتراك وبريطانيون واميركيون ويابانيون. وصباح الاثنين، كان المشهد في مشرحة كولومبو مأسويا. وقال مسؤول لم يشأ كشف هويته « الوضع غير مسبوق، نطلب من العائلات اجراء فحوص الحمض النووي للمساعدة في التعرف على بعض الجثث ». وفي مدينة نيغومبو التي تبعد حوالى 30 كلم شمال كولومبو عاد ديليب فرناندو الى امام كنيسة سان سيباستيان حيث نجا مع عائلته من المجزرة. وقال لفرانس برس « لو فتحت الكنيسة ابوابها هذا الصباح لكنت دخلتها. لسنا خائفين ولن ندع الارهابيين ينتصرون ». وامام الكنيسة، جمعت عشرات من الاحذية العائدة الى ضحايا، فيما عم الخراب داخلها. ووقعت ستة انفجارات متتالية صباح الاحد، ثم انفجاران آخران بعد ساعتين. واستهدفت في العاصمة ثلاثة فنادق فخمة اضافة الى كنيسة سانت انتونيىى ةةىةىة. كما انفجرت قنابل في كنيسة سان سيباستيان في نيغومبو وكنيسة اخرى في مدينة باتيكالوا الواقعة على الساحل الشرقي لسريلانكا. وبعد بضع ساعات، وقع انفجاران اضافيان، الاول في فندق في الضاحية الجنوبية لكولومبو والثاني شمال المدينة حيث فجر انتحاري نفسه خلال عملية للشرطة. ومساء الاحد، تم تعطيل « قنبلة محلية الصنع » على طريق تؤدي الى المبنى الرئيسي في مطار كولومبو الذي اتخذت فيه تدابير امنية مشددة ولم تتوقف فيه الملاحة. وسجل اجماع على التنديد بالاعتداءات من الفاتيكان الى الولاياتالمتحدة الى الهند. وقدم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين تعازيه الى رئيس الوزراء السريلانكي. واورد البيت الابيض ان « الرئيس ترامب وعد بدعم الولاياتالمتحدةلسريلانكا لاحالة الفاعلين امام القضاء، وقد كرر الجانبان التزامهما مكافحة الارهاب العالمي ». في الاطار نفسه، قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاثنين إن الولاياتالمتحدة ستواصل حربها على « الارهاب الاسلامي المتطرف » بعد الاعتداءات الدامية في سريلانكا. وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون سبعين بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 بالمئة من الهندوس و10 بالمئة من المسلمين 8 بالمئة من المسيحيين. واوصت السفارات الاجنبية في سريلانكا رعاياها بتفادي السفر الى هذا البلد. وقالت الولاياتالمتحدة ان « جماعات ارهابية لا تزال تعد لهجمات محتملة » في سريلانكا. ،