انعقدت الأحد القمة العربية الثلاثون في تونس بدعوات لتجاوز الخلافات والأزمات التي تشهدها المنطقة مع توجيه انتقادات إلى تركياوإيران، فيما غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بعد الافتتاح دون إلقاء كلمة. وغاب الملك محمد السادس عن هذه القمة، إذ ليست هذه المرة الاولى التي يغيب فيها العاهل المغربي عن حضور القمة العربية. كما أنه باستثناء سوريا، المجمدة عضويتها، غاب 8 زعماء عرب عن القمة، أبرزهم الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وسلطان عُمان قابوس بن سعيد. وكتبت وكالة الأنباء القطرية أن الأمر « غادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين ». وبعث أمير قطر « ببرقية إلى الرئيس التونسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس »، معربا عن تطلعه إلى أن « تسهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية ». وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط في كلمته الافتتاحية تدخل كل من إيرانوتركيا في شؤون العرب الداخلية، قائلا « إن التدخلات من جيراننا في الاقليم وبالأخص من إيرانوتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت الى استطالتها واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية لذلك فاننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات ». وتابع أبو الغيط « التعدي على التكامل الاقليمي … هو أمر مرفوض عربيا »، مؤكدا انه « لا مجال الى ان يكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا تسميها على سبيل المثال مناطق آمنة ». وقطعت مصر والسعودية والامارات والبحرين علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو 2017 على خلفية اتهام الدوحة بتمويل « الإرهاب » وهو ما تنفيه الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز. من جانبه، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمته « من غير المقبول ان يظل الوضع على ما هو علية وتستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الانسانية والارهاب ». وتابع الرئيس التونسي « كما انه من غير المقبول ان تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك ». ودعا الباجي الى « استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا » وذلك « بتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا ». وتسلم الباجي قائد السبسي رئاسة القمة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. بدوره ذكر العاهل السعودي في خطابه بان القضية الفلسطينية على رأس الاهتمامات، داعيا « الميليشيات الحوثية بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت بمعناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة ». وأضاف « السياسات العدوانية للنظام الإيراني انتهاكات صارخة لكافة المواثيق والمبادئ الدولية ».