لقي نحو مئة شخص معظمهم نساء واطفال، مصرعهم الخميس إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد. وكانت الموصل معقلا رئيسيا لتنظيم الدولة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات عاشت خلالها تحت وطأة الجهاديين ولا تزال تتعافى من أثار دمار المعارك. واعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الحداد الوطني لثلاثة ايام وتفقد مكان الحادث وزار المشرحة التي نقلت اليها الجثث. واخذت الحصيلة ترتفع تدريجا. وقالت وزارة الداخلية ان 94 شخصا قضوا في غرق العبارة وتم انقاذ 55 آخرين. وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الامنية فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم الى مدينة سياحية واقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز. وتحدثت بعثة الاممالمتحدة في العراق عن « مأساة رهيبة »، علما بأن آخر حادث غرق يعود الى مارس 2013 حين غرقت عبارة مطعم في نهر دجلة في بغداد ما اسفر عن خمسة قتلى. واعلن القضاء العراقي مساء انه أمر بتوقيف تسعة مسؤولين معنيين بالحادث وأصدر مذكرات توقيف بحق مالكي العبارة والمدينة السياحية. وكان عبد المهدي أمر بفتح تحقيق فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المسببين. وأوعز وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان باستنفار وزارة الصحة في اقليم كردستان ودوائر الصحة في محافظتي كركوك وصلاح الدين فضلا عن كوادر دائرة صحة نينوى المتواجدة حاليا في مكان الحادث. عند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الاشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لاتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم. وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وقال أحمد ، عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الارض مع اخرين، بحزن لفرانس برس « خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين ، كانوا في العبارة في طريقهم الى المدينة السياحية » وحمل هذا الشاب « المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة ». واكد مصدر أمني في الموصل لفرانس برس إن « العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها »، حيث تبلغ طاقتها نحو مئة شخص فيما كانت تقل نحو 200. وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه الى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، احد المتنزهات للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق. وافاد مراسل فرانس برس ان مئات من اهالي الضحايا كانوا في المكان وعملت سيارات الاسعاف والشرطة على نقل الضحايا الى مستشفيات المدينة . كما انتشر عناصر الامن على امتداد مجرى النهر، الذي تواجد على ضفتيه نساء واطفال ، البعض منهم تم نقله للتو. وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لانقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الامن بقطع الطرق المؤدي الى مجرى النهر بهدف السيطرة على الاوضاع هناك، وفقا للمراسل. وقال احد الناجين مكتفيا بذكر اسمه الاول محمد لفرانس برس ان « الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها « . وتابع هذا الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماما ان « العبارة كانت تحمل عددا يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء واطفال ». وياتي الحادث بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية للمواطنين الى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل (شمال المدينة) بسبب زيادة الخزين. ونشر ناشطون صورا ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الأجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصورا اخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر. وأظهرت الصور عددا من المتطوعين وهم يحاولون انقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الاطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة. ويحتفل بعيد نوروز، ويعني « يوما جديدا »، في 21 من مارس من العام الميلادي. ويعتبر أكبر الأعياد في إيران ولدى الأكراد خصوصا في شمال العراق وأفغانستان وتركيا.