يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتجاهل المهلة التي حددها الكونغرس الجمعة لتحديد من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي وسط تقارير بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هدد باستخدام « رصاصة » ضد خاشقجي. ومع تزايد الضغوط في واشنطن والرياض، فإن أمام الرئيس نظريا حتى نهاية الجمعة لتحديد المسؤول عن مقتل خاشقجي خنقا في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر. لكن من غير المتوقع أن تتخذ الإدارة الأميركية أي اجراء الجمعة. وقالت وزارة الخارجية الخميس أن واشنطن اتخذت خطوات سابقة بشأن مقتل الصحافي. وأشار متحدث باسم الخارجية إلى الغاء تأشيرات العام الماضي لنحو عشرين مسؤولا سعوديا وتجميد أرصدة 17 آخرين بعد مقتل خاشقجي. وصرح عدد من أعضاء اكونغرس أنهم يشتبهون بأن ولي العهد السعودي مسؤول بشكل مباشر عن مقتل الصحافي، استنادا إلى استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وأثار مقتل الصحافي غضبا عالميا وأضر بصورة ولي العهد. وتطر ق وزير الخارجي ة الأميركي مايك بومبيو إلى مقتل خاشقجي وقضايا أخرى خلال اجتماعه الخميس مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجي ة عادل الجبير، بحسب ما أفادت وزارة الخارجي ة الأميركي ة. وصرح الجبير الجمعة أن ولي العهد « غير ضالع في جريمة قتل » خاشقجي،وحذر من ان استهدافه يعتبر « خطا أحمر ». وأضاف للصحافيين « كل من يعتقد أنه يستطيع أن يملي ما يتعين علينا القيام به وما ينبغي أن يفعله قادتنا هو أمر مثير للسخرية ». كان ترامب صر ح علنا بأنه غير معني بشأن إن كان الأمير محمد متورطا أم لا في مقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن التحالف مع السعودية يفيد واشنطن نظرا لشراء المملكة الأسلحة وموقفها المعادي من إيران. وتتزامن المهلة النهائية مع الكشف عن معلومات جديدة محرجة لولي العهد. فقد ذكرت صحيفة « نيويورك تايمز » نقلا عن مسؤولين مطلعين على تقارير استخباراتية أميركية أن الأمير محمد بن سلمان قال خلال مكالمة هاتفية في 2017 مع أحد المقربين منه (قيل إنه تركي الدخيل) ورصدتها أجهزة الاستخبارات إنه سيلاحق خاشقجي « برصاصة » إذا لم يعد الصحافي إلى السعودية من الولاياتالمتحدة. وبحسب الصحيفة، فهمت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما كان مستعدا لقتل الصحافي رغم أنه لربما لم يقصد إطلاق النار عليه حرفيا. من جهتها، أك دت المقر رة الخاص ة للأمم المت حدة حول عملي ات الإعدام من دون محاكمة آنييس كالامار الخميس بعد زيارة إلى تركيا أن جريمة قتل الصحافي الذي كتب مقالات منتقدة للسعودية في « واشنطن بوست » « خط ط لها ونف ذها » مسؤولون سعوديون. وعقب ذلك أعربت خطيبة خاشقجي التركية الجمعة عن أملها في تغير المقاربة الأميركية ازاء مقتله بضغوط من الكونغرس، بدون أن تستبعد لقاء الرئيس الأميركي في ظل بعض الشروط. وبعدما ذكرت بأن ترامب أرسل لها دعوة للزيارة لكنها رفضتها في دجنبر، قالت جنكيز إن « زيارة إلى الولاياتالمتحدة مطروحة في مارس ». وعبرت عن أملها في الوقت نفسه في أن يغير الرئيس الأميركي « موقفه » وأن « يتابع الملف من كثب ». وأضافت « لدي أمل، ليس تحديدا بشأن ترامب، لكن بأن يتابع الكونغرس الجديد الملف من كثب ».