أعاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الجمعة فتح السباق لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، بإعلانه سحب التنظيم من الكاميرون قبل سبعة أشهر من الموعد المقرر للبطولة القارية الأهم للمنتخبات. وأتى الإعلان الذي كان متوقعا الى حد ما في الأشهر الماضية على خلفية الانتقادات الموجهة للبلد المضيف على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب، إضافة الى الوضع الأمني المضطرب في بعض أرجائه، في أعقاب اجتماع استثنائي مطول عقده اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري في العاصمة الغانية أكرا. وفي حين لم تعلن بعد أي دولة نيتها رسميا الترشح للاستضافة، كانت التقارير الصحافية قد رجحت في الفترة الماضية، أن تكون المنافسة على الاستضافة في حال سحبها من الكاميرون، بين المغرب وجنوب إفريقيا. وقال رئيس الاتحاد أحمد أحمد « اليوم اتخذنا قرار سحب استضافة +كان 2019+ من الكاميرون »، مشيرا الى أن باب العروض سيفتح أمام الراغبين، على أمل « تحديد بلد مضيف جديد في الفترة الممتدة حتى آخر العام ». ويضع قرار الاتحاد القاري حدا لأشهر من الأخذ والرد حول هذا الموضوع، لاسيما اثر انتقادات وجهت الى الكاميرون على خلفية البطء في إنجاز التحضيرات والبنى التحتية اللازمة لاستضافة البطولة بين يونيو ويوليوز، وذلك بمشاركة 24 منتخبا. وكان على جدول أعمال اللجنة التنفيذية، بحسب الموقع الالكتروني للاتحاد، البحث في نتائج زيارتين قامت بهما الى الكاميرون، لجنة لتفقد الأعمال على مستوى البنى التحتية (بين 11 نونبر و15 منه)، وأخرى مخصصة للوضع الأمني (بين 27 أكتوبر والأول نونبر) في البلاد التي شهدت في الأسابيع الماضية توترات حادة لاسيما في المناطق الشمالية الغربية. وغالبا ما يشكل الأمن هاجسا أساسيا على هامش البطولات الإفريقية، لاسيما في أعقاب مقتل ثلاثة بهجوم على حافلة منتخب توغو قبيل انطلاق منافسات بطولة أمم إفريقيا 2010 في أنغولا. إلا أن الاستعدادات اللوجستية شكلت أيضا مصدر قلق متواصل للاتحاد الإفريقي الذي تحدث اثر اجتماع لجمعيته العمومية في شرم الشيخ أواخر أيلول/سبتمبر، عن وجود « تأخر كبير » في إنجاز الأعمال. وسعى أحمد الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي منذ مارس 2017، الى الطمأنة لوجود دول مستعدة للاستضافة، من دون أن يسميها. وقال « أعرف ان ثمة دول مهتمة »، متوجها بالقول الى الصحافيين « كونوا مطمئنين، ثمة دول ستتقدم بترشيحها ». وفي حين رجح عدم تقدم عدد كبير من الدول بالترشح، أشار الى أنه سيتم إجراء زيارات تفقدية للبلدان التي تختار القيام بذلك. وكانت تقارير صحافية سابقة قد رجحت بأن يكون المغرب وجنوب إفريقيا، من أبرز المرشحين المحتملين للاستضافة. واستضاف المغرب في فبراير الماضي بطولة أمم إفريقيا للمحليين (« شان 2018 »). وفي يونيو، فشلت المملكة للمرة الخامسة في سعيها للفوز باستضافة المونديال، بعدما تقدمت بترشيح لاستضافة نهائيات 2026، الا أن تصويت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (فيفا) صب لصالح ملف مشترك بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. وسبق للمغرب استضافة بطولة أمم إفريقيا مرة واحدة عام 1988، وكان من المقرر أن يستضيف نسخة 2015 قبل أن يعتذر عن ذلك خوفا من انتشار وباء إيبولا. وآل التنظيم في ذاك العام الى غينيا الاستوائية. أما جنوب إفريقيا، فتعد من أكثر دول القارة تطورا على صعيد البنية التحتية الخاصة باستضافة بطولات مهمة في كرة القدم، لاسيما بعدما أصبحت في 2010 الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي تنظم المونديال، واستضافت نسختي أمم إفريقيا 1996 (بدلا من كينيا بعدما امتنعت الأخيرة عن ذلك بسبب صعوبات مالية) و2013 (بدلا من ليبيا). وفي حين طرحت بعض التقارير الصحافية اليوم احتمال دخول مصر سباق الاستضافة، نقلت وسائل إعلام محلية عن عدد من أعضاء اتحاد اللعبة منهم مجدي عبد الغني وخالد لطيف، عدم وجود نية لذلك. وكانت الكاميرون تستعد لاستضافة البطولة بين 15 يونيو و13 يوليو، وذلك للمرة الأولى في فصل الصيف، وأيضا للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16 كما درجت العادة في النسخ الماضية. وعلى رغم الحديث مرارا عن وجود تأخيرات، أكد أحمد مطلع أكتوبر من العاصمة الكاميرونية ياوندي، عدم وجود نية مسبقة لسحب التنظيم من البلاد المتوجة بلقب النسخة الأخيرة (الغابون 2017)، ومسقط رأس سلفه عيسى حياتو الذي حكم الاتحاد القاري بقبضة من حديد لنحو ثلاثة عقود، قبل أن يطيح به الملغاشي العام الماضي بشكل مفاجئ. واعتبر أحمد في تصريحات من أكرا الجمعة، إن « كرة القدم في إفريقيا ترتبط بحكوماتنا (…) لكن أولويتنا هي للحفاظ على مصالح كل الأطراف خصوصا اللاعبين. لا أعرف اذا ثمة احصاءات، الا أن العديد أصيبوا في كأس الأمم الإفريقية بسبب ظروف التنظيم ». كما سعى رئيس الاتحاد القاري الى الثناء على الجهد الذي قامت به الكاميرون لاستضافة البطولة مجددا للمرة الأولى منذ 1972، قائلا « الاتحاد الإفريقي يلتزم بدعم الكاميرون، بإعطائها الوقت لتتمكن من التحضير بشكل جيد لاستضافة بطولة الأمم ». وردا على سؤال من أحد الصحافيين عن احتمال إقامة نسخة 2021 في الكاميرون في حال تحقيق تقدم على صعيد التحضيرات، بدلا من ساحل العاج كما هو مقرر حاليا، لم يقدم أحمد جوابا شافيا، متوجها الى الصحافيين بالقول « عليكم أن تروا ».