أكد فريق من العلماء ينتمون لدول مختلفة إن بعض أفراد النمل الأبيض يقدمون على الانتحار لحماية سربهم وذلك من خلال وضع عبوة ممتلئة بسائل لزج سام على الجسم يتم تفجيرها وسط أفراد النمل المهاجم. بحيث أثبتت الابحاث التي قام بها فريق دولي من العلماء ان ثمة ظاهرة فريدة لدى نوع من النمل الأبيض ويتعلق الأمر بعبوات من سائل سام تكون أثقل لدى أفراد النمل الأكبر سنا. ويتم تفجير تلك العبوات في حال تعرض السرب لهجوم معاد، ورجح الباحثون تحت إشراف جان شوبوتنيك من الأكاديمية الفنية للعلوم في براج في دراستهم التي تنشرها مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم اليوم (الخميس 26 يوليو/ تموز 2012) أن النمل كبير السن هو الذي يقوم بهذه المهمة بسبب تراجع قوة أسنانه وتراجع فعاليتها في البحث عن غذاء للسرب مما يجعل "شيوخ" النمل يخدمون سربهم بهذه الطريقة. واكتشف الباحثون "أكياسا متفجرة" على ظهر النمل من فصيلة "نيوكابريترميس تاركوا" وقالوا إن هذه الأكياس موجودة في الجزء الذي يربط صدر النمل بمؤخرته وإنه يمكن التعرف بشكل جيد على هذه الحقائب من خلال اللون الأزرق لدى بعض النمل، واللون الأبيض لدى البعض الآخر. ولاحظ الباحثون أنه عندما يتعرض هذا النمل لهجوم من قبل نمل آخر من فصيلة "لابيوتيرمس لابراليس" فإن "النمل الأزرق" يكون أكثر شراسة في الرد حيث يعض هذا النمل في البداية ثم يطلق شحنته المتفجرة ويموت جراء ذلك. وتبين للباحثين أن السائل الموجود في الأكياس الزرقاء أكثر فعالية من السائل الموجود في الأكياس البيضاء. وأظهرت دراسات أخرى أن هذا السائل يتكون في غدد خاصة تحت جلد النمل وأنه لا يصبح فعالا بشكل تام إلا إذا اختلط بالسائل الموجود في لعاب النمل. ويرجح الباحثون أن النمل المتقدم في السن يطور هذا السلاح ويكون على أهبة الاستعداد لاستخدامه.