شدد مشاركون في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات، الذي تحتضنه حاليا مدينة فاس، أن هذا الحوار القائم على التربية على السلام ضرورة بالنسبة لعالم اليوم الذي يواجه تحديات التطرف والشعبوية والتي تغذيها الأحكام المسبقة والتلاعب بالهوية. ولاحظ خبراء وجامعيون ، في اليوم الثاني من المؤتمر ، أن المجتمعات أصبحت مطالبة بالاستثمار في التربية على السلام بالانفتاح ، من دون إيديولوجيات ، على نفسها وعلى الآخر، مؤكدين على ضرورة الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة للإعلام لتعزيز حوار الثقافات لكن من دون السقوط في « التنميط الثقافي ». ونددوا بالسباق المحموم نحو القومية والحمائية في بعض بلدان العالم ، داعين إلى تشجيع الإبداع الفني كعامل للانفتاح للتغلب على خطر التنميط الثقافي والديني للمجتمعات. وتبادل المؤتمرون وجهات النظر حول العلاقات بين اللغات والعلاقات بين الأديان، ومكانة الإبداع الفني، والجوانب التخريبية في المجتمعات المعاصرة، مع الوقوف عند دور السياسة والاقتصاد وكذلك وسائل الإعلام في الاضطرابات العالمية ، ودور التربية على السلام. وكانت الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمنظمة الدولية للفرانكفونية ، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، قد افتتحت أمس الاثنين على أن تختتم غدا الأربعاء. ويأتي تنظيم الدورة التي تتمحور حول موضوع « سؤال الغيرية »، في أفق القمة ال17 للفرنكفونية المقررة يومي 11 و 12 أكتوبر المقبل بإيرفان (أرمينيا). ويحضر المؤتمر المنظم بتعاون مع الجامعة الأورو-متوسطية بفاس وبدعم من المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، و(جمعية فاس سايس)، وكذا بمشاركة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وشركاء حكوميين وغير حكوميين، وزراء وخبراء جامعيون من مختلف البلدان الناطقة باللغة الفرنسية ومنظمات دولية وإقليمية وجمعيات للشباب وأخرى تدعو للنهوض بحقوق النساء ومسؤولين سياسيين وعدد من مكونات المجتمع المدني، بغرض تبادل الرؤى حول إشكالية الحوار بين الثقافات والديانات. ويهدف المؤتمر إلى تقديم حلول واقعية للتحديات الراهنة، وتحديات نموذج مجتمع يقوم على احترام الهويات الثقافية، وتغذية برامج وأنشطة فاعلي منظمة الإيسيسكو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.