أقر عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن "من أسباب فشل العديد من الخطط والأفكار "الجيدة" لإصلاح التعليم أنها لم تكن تصل إلى الأستاذ بالشكل المطلوب، حيث يكون مصير هذه الخطط الضياع في قنوات إدارية معقدة قبل الوصول إلى القسم" يقول عزيمان، الذي أكد في السياق ذاته أن إصلاح المدرسة المغربية "لن يكون هينا بل هو ورش صعب وعملاق ويقتضي تعبئة جماعية لإنجاحه"، حسب المتحدث وأشار رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية، عقدت صباح اليوم، بالرباط، وخصصت لاطلاع وسائل الإعلام الوطنية على برنامج الحوار الجهوي الذي سيطلقه المجلس ابتداء من يوم غد، )أشار( إلى أن الأساتذة والأطر التربوية هي الحجر الأساس في إصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا"، مضيفا :"ما لم يقتنع الأستاذ بالإصلاح والبرامج التربوية فلن ينفذها".
وكشف عزيمان أن الحوار سيجمع مختلف الفاعلين في المجال التربوي، بمعدل مشاركة 250 مشارك في كل لقاء، وسيستمر مدة أسبوعين"، مردفا أن الذين لم يمكنوا من حضور هذه الندوات سيكون بإمكانهم وضع جميع مقترحاتهم عبر الموقع الإلكتروني للمجلس".
إلى ذلك، أوضح عزيمان أن الملك محمد السادس منشغل بشكل عميق بمستقبل التعليم بالمغرب، ويولي اهتماما كبيرا للملف"، مشيرا إلى أن هناك التزام من طرفه بضرورة إخراج المدرسة المغربية من الأزمة التي تمر منها".
وفيما يخص علاقة الحكومة، بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أكد عزيمان أن دور الحكومة يتمثل في وضع الإطار القانوني والتنظيمي للشأن التربوي والإشراف اليومي على تطبيق السياسات العمومية، في حين أن دور المجلس هو "التفكير الاستراتيجي في تنظيم وتأطير مستقبل المدرسة المغربية، لأن العمل اليومي للحكومة لا يتيح لها فرصة التفكير الإستراتيجي"، يردف المتحدث نفسه.
وأوضح عزيمان أن الحكومة مدعوة لتنفيذ توصيات المجلس"، مضيفا أن هذا الأخير يحترم اختصاصات الحكومة التي "لها صلاحيات واسعة في مجال التعليم، وعليها مواجهة جميع المشاكل التي توجه المدرسة في حين أن دورنا هو التفكير الإستراتيجي".
وفي هذا الصدد، انتقد عزيمان تغير السياسات المتبعة في التعليم، بتغير الوزراء الذين تعاقبوا على القطاع، حيث قال:" نحن نبني ونهدم، ولن نصل إلى أي نتيجة، لذلك فالمطلوب أن يشتغل كل وزير بمنطق التراكم والاستمرارية، وهنا سيكون دور المجلس الذي سيضع سياسات على المدى الطويل في مجال التعليم".