أكد الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة السيد محمد مبديع اليوم الخميس أن المغرب لن يدخر أي جهد،وهو على استعداد تام لوضع تجربته في مجال الإدارة العمومية رهن إشارة الدول الإفريقية وتمكينها من الاستفادة من خبرته في هذا المجال. وشدد السيد مبديع في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة السيد عز الدين الديوري خلال الجلسة العامة الأولى لأشغال المنتدى الدولي من مستوى عال حول إصلاح وتحديث الإدارة العمومية الذي ترأسه بكينشاسا الوزير الأول الكونغولي أوغيستان ماتاتا بونغو على الأهمية التي يوليها المغرب لمثل هذه اللقاءات التي تشكل فضاء للتبادل المثمر والبناء للممارسات الفضلى في مجال تحديث الإدارة.
وقال الوزير خلال هذا الملتقى الذي ينعقد على مدى يومين بمشاركة عدد من الوزارء والمندوبين الأفارقة المسؤولين عن الوظيفة العمومية " إننا على وعي اليوم بأن تحقيق التنمية المستدامة رهين بارتكاز الدولة على إدارة فعالة ومندمجة وشفافة وقريبة من المواطنين ".
وعبر عن قناعة المغرب العميقة بأن جميع البرامج الهادفة إلى التحديث والتطوير والنهوض بالحكامة الجيدة لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا إذا كان المشرفون عليها ، رجالا ونساء ، قادرين على الابتكار ويتمثلون قيم الخدمة العمومية.
وسجل السيد مبديع في هذا السياق أن تعزيز دور الإدارة يساعد على جعل السياسة أكثر موائمة للحاجيات وأكثر " ملائمة" بفضل أولائك الذين يتولون تنفيذها ويعزز أيضا التماسك الاجتماعي والثقة بين الدولة والمواطنين مشددا على الأهمية التي تكتسيها الإدارة العمومية باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المستدامة في الحاضر والمستقبل.
وبالنسبة للسيد مبديع فإن تحديث الإدارة يقتضي رؤية مشتركة في خدمة المواطن وتقاطعا بين مختلف الشبكات والسياسات القطاعية للتحديث وخطة عمل بنتائج تسير في اتجاه حل المشاكل واستثمار وتثمين الإصلاحات الضرورية
وأشار من جهة أخرى إلى أن تحديث الإدارة يشكل،إلى جانب عوامل أخرى،أساس ورافعة للتنمية،مشددا في الوقت ذاته على الأهمية البالغة لعامل الاستقرار السياسي. واستعرض السيد مبديع المحاور الرئيسية التي من شأنها في حال نفذت بنجاح ، المساهمة بشكل فعال في تحسين والرفع من كفاءة إدارة ناجعة. وأشار في هذا الإطار إلى تثمين الموارد البشرية وتبسيط المساطر والحكامة الجيدة والتنظيم.
واستشهد السيد مبديع في كلمته أمام المنتدى المنعقد بإفريقيا بفقرات من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام الاجتماع ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي تضمن نداءات للمجتمع الدولي من أجل تميكن إفريقيا من تحقيق التنمية.
وتناولت المداخلات خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى والتي حضرها عدد من الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بكنشاسا ومنهم سفير المغرب السيد محمد بنقدور والوزير الكونغولي للوظيفة العمومية ومدير عمليات البنك العالمي بالكونغو الديمقراطية ، مواضيع تتعلق بالتنمية وتحديث الإدارة العمومية سواء في البلد المضيف أو في بلدان أخرى عبر العالم.