لا شك بأن واقعة « سرغينة » أضحت أكبر الخرافات التي يستحيل تصديقها في زمننا هذا، لكن الآلاف من ساكنة مدينة بولمان وقعوا في شراكها ، ووقف الجميع ممن شاهدو أشرطة الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وقفة ذهول واستغراب، بعد انصياع الجميع لحلم شخص كان يدعي وجود كنز فوق تلة جبل. ولتبيان الحقيقة والوقوف على تفاصيل الحادثة على لسان أبناء « سرغينة » ممن شاهدوا القصة بأكملها، ارتأت عدسة « فبراير » زيارة المنطقة، ونقل حكاية من نسج الخيال، بطلها رجل من أبناء المنطقة، حصل بفعلته على لقب « مول الساروت ». وتحدث شخص من أبناء « سرغينة » قائلا: إن الفقر يقض مضجع الكثير من ساكنة سرغينة وهذا ما دفع بهم إلى الخروج بحثا عن شيء وهمي في الجبال، مضيفا بأن الواقعة التي حدثت صباح الاثنين وتوافد الجميع بسياراتهم مصطحبين دويهم هو تفسير منطقي لما تعيشه المنطقة من فقر وهشاشة. وأكد نفس المتحدث بأن « الجميع هنا يحب الملك والوطن » لكن على المسؤولين الالتفات إلينا للوقوف على مشاكلنا وما نعيشه من قهر وفقر « حنا هنا كنضيعوا » . وتعود خيوط القصة حسب نفس المتحدث، إلى الساعات الأولى من صباح الاثنين، حيث توافد الجميع إلى المنطقة المعلومة وكانوا ينتظرون، في « الخبير صاحب المفتاح » ليدلهم على مكان الكنز، لكنه كان « مغسولا » وتخلف عن وعده بأنانيته الزائدة، على حد تعبيرهم. وزاد بأن المدعي « صاحب الساروت » ضحك على أمة كان يعرفها منهم أصحابه وأسرته وحتى أمه: « هاذ الحالة اللي دار لن ينساها التاريخ » لأنها ستكون رواية خالدة، ستعيد الأجيال القادمة تداولها. وقال بأن ما وقع حينها، كان ليسفر عن أحداث لا تحمد عقباها، وحكا رواية لأحد الأشخاص كان يروم ضرب المدعي بحجرة على رأسه، انتقاما منه بعدما تسبب في بهرجة جمع أمة من الناس بدعوى استخراج كنز فوق الجبل. وأشارت متحدثة أخرى بأن المنطقة تتحدث في صمت عن واقعها، مشيرة في الآن ذاته إلى أن الحقيقة التي كانت وراء حج الآلاف إلى جبل يتخيلون بأنه سيفيض بالكنز، هي حقيقة الفقر المدقع الذي ينخر بيوت المئات في المنطقة.