كلما حل شهر أبريل إلا وتوجهت أنظار المغرب والبوليساريو إلى مجلس الأمن الدولي الذي خصص شهر أبريل لدراسة تطورات الوضع في الصحراء واتخاذ قرارات بخصوص النزاع القائم على المنطقة. اذ يتوصل مجلس الأمن كل أبريل من كل سنة بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بناء على ما توصل به من مبعوثه الخاص للصحراء وبعد ذلك يخصص جلسة لمناقشة الملف والتي غالبا ما تنبثق عنها قرارات لا غالب فيها ولا مغلوب. أعلن البرلمان المغربي بطريقة مفاجئة عن عقد اجتماع مشترك بين لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب ولجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة بمجلس المستشارين، اليوم الأحد، بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون ووزير الداخلية لتدارس آخر مستجدات قضية الوحدة الترابية. وقال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، بمراكش، أنه « وبالنظر لاجتماع اليوم، وأخدا بعين الاعتبارات التحولات الدولية والاقليمية، بالاضافة الى استفزازات الجزائر وعلاقتها بالسياقات الراهنة المرتبطة بقرب عرض ومناقشة تقرير الامين العام امام مجلس الامن، يمكن الاشارة الى ثلاث ملاحظات أساسية بخصوص خلفيات و سيناريوهات التحرك المغربي ». وبخصوص السيناريو الأول يرى الزهراوي أن » المغرب من خلال اجتماع اليوم يحاول أن ينبه الاممالمتحدة والقوى الكبرى الى خطورة الوضع بالمنطقة، خاصة في ظل تمادي الجزائر عبر صنيعتها البوليساريو في استفزاز المغرب، من خلال محاولة تغيير جغرافية المنطقة قانونيا وفعليا، بحيث بهذا التحرك فالمغرب يضع المنتظم الدولي امام مسؤولياته ويرمي الكرة الى مجلس الامن بغية استصدار قرار ينهي وأضاف فيما يتعلق بالسيناريو الثاني للتحرك المغربي المتمثل في اجتماع لجنتي البرلمان « وإن كان متأخرا »، بحسب تعبيره، « فهو يؤشر على استشعار مسؤولي الدولة لخطورة الوضع على الحدود وعلى الصعيد الاممي، وبالتالي، فهذا الاجتماع يندرج في اطار التعبئة الشاملة التي مافتئت تنهجها المملكة لتوجيه رسائل الى المنتظم الدولي ولاشراك كافة الاحزاب والشرائح في الدفاع عن الوحدة ابترابية »، يضيف نفس المتحدث. الملاحظة الثالثة لاجتماع لجنتي البرلمان، « وبالنظر الى سقف النقاش المفتوح وحديث وزير الخارجية المغربي بشكل صريح عن » أن المملكة تحتفظ بحقها في الدفاع عن هذا الجزء من ارضها » هو مؤشر على ان صبر المغرب بدأ ينفد إزاء الاستفزازات المتكررة للجزائر، وقد يكون هذا الاجتماع بمثابة غطاء سياسي لتحرك عسكري يلوح في الافق في ظل صمت وعجز الاممالمتحدة عن القيام بدورها لاحترام وقف اطلاق النار، يقول الزهراوي.