ويستمر امبارك بودرقة الشهير بعباس في سرد مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، ويصل إلى ما حدث بعد الانتخابات التشريعية في بداية العقد التسعينيات من القرن الماضي، حينما قدم عبد الرحمان اليوسفي استقالته من الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بسبب ما اعتبره اليوسفي والحزب تزويرا للانتخابات، حيث سافر اليوسفي إلى مدينة «كان» للإقامة فيها لبعض الوقت. وقبل أن يعلن عبد الرحمان اليوسفي استقالته، كان الملك الراحل قد أرسل مستشاره الخاص إدريس السلاوي لإخبار اليوسفي بالعودة إلى المغرب، في سياق فتح المجال للمعارضة لمرحلة التناوب، وهنا أخبر السلاوي اليوسفي أن الملك الحسن الثاني يريده شخصيا لتحمل مسؤولية الوزارة الأولى، لكن اليوسفي طلب من السلاوي أن يشكر الملك على التوجه الجديد، ثم رجاه أن يبلغه أن وضعيته الصحية لا تسمح له بتحمل تلك المسؤولية، وبعد فترة جاءه نفس المبعوث بجواب الملك :«يقول لك جلالة الملك، هو أيضا مريض، وهذا قدرنا أن نتقاسم معا نحن المرضى عبء هذه المسؤولية».