استطاعت جليلة المستوكي ،البريطانية من اصل مغربي ، تسلق سلم النجاح في عالم الموضة والقفطان المغربي بالمملكة المتحدة ،و ذاع صيتها وهي التي لم تكن معروفة قبل بضع سنوات، ليصبح اليوم اسمها مرتبطا بالقفطان بعد ان نظمت بلندن عرضا لهذا الزي التقليدي المغربي (لندن قفطان فاشيون شاو) سنتي 2016 و2017 . فرغم التحديات التي واجهتها ، تمكنت جليلة المستوكي من فرض نفسها في ميدان الموضة وشق طريقها بثبات في هذا المجال ،يحذوها في ذلك طموح جارف ورغبة اكيدة في النجاح، لتصبح نموذجا للاندماج في بلد الاستقبال ، مجسدة صورة الشباب المغربي الذي يظل متشبثا بشكل كبير بجذوره الثقافية وفخورا بهويته المغربية. ولطالما راود جليلة المنحدرة من اكادير ، والتي تتخذ من العمل والمثابرة والتفاؤل شعارها في الحياة ،حلم ان تصبح سيدة اعمال، اذ بعد حصولها على الباكلوريا في العلوم الاقتصادية، توجهت الى المملكة المتحدة من اجل متابعة دراستها العليا، لتتوج مسار بضع سنوات من التحصيل المعمق ، بالحصول على شهادة عليا في الاعمال من جامعة (كارديف) المرموقة ببلاد الغال ، ماستر في التدبير المالي، وتلتحق بعد ذلك بميدان العمل كمسؤولة عن التسيير الاداري في مجال صناعة الموضة البريطانية، حيث التقت بمصممين مشهورين على الصعيد العالمي،ومن ثمة انطلقت في رحلة لسبر اغوار القفطان المغربي،الذي يعد ملهم مبدعي الموضة،ومصممي الازياء والعلامات الفاخرة. ولعل احتكاكها اليومي ضمن مسار عملها بالمهنيين البريطانيين والاجانب في ميدان الموضة، جعلها تكتشف المكانة الهامة التي يحتلها القفطان في ابداعات المصممين بكل اتجاهاتهم. ولا شك ان شغف البريطانيين بالازياء المغربية، ومنها القفطان بشكل خاص، حفز جليلة المستوكي، على الخروج تدريجيا من قوقعتها ، لتعانق التراث الثقافي الالفي، والتوجه نحو النهوض والتعريف به بالمملكة المتحدة. ومن هنا تولدت لديها فكرة تنظيم تظاهرة سنوية، مخصصة للاحتفاء بالقفطان، حيث اقامت سنة 2016 أول دورة لعروض القفطان، شكل نجاحها الكبير حافزا لهذه البريطانية من اصل مغربي، وفريقها على تنظيم دورة ثانية من هذه التظاهرة السنة الموالية. ولاشك ان تنظيم هذه التظاهرة بالموازاة مع عروض (لندن فاشيون ويك) ساهم بشكل كبير ، بحسب مصممين بريطانيين واروبيين، في تسليط الضوء على القفطان المغربي رمز الاناقة والانوثة المغربية بامتياز. وبذلك قرر منظمو تظاهرة (لندن فاشيون ويك) الذين ابهروا بعروض مجموعات من القفطان المغربي التقليدي والعصري، الموقعة من طرف مصممين مشهورين، ادراج القفطان المغربي في برنامج الاسبوع اللندني للموضة، مما شكل فرصة هامة للمساهمة في النهوض بصورة المملكة المغربية وبتنوعها الثقافي وبتقاليدها في مجال الازياء، التي يفوح منها عبق التاريخ والقيم الحضارية. ولا تخفي جليلة المستوكي طموحها في الذهاب بمشاريعها ومغامرتها الى ابعد الحدود، من خلال تسخير كل طاقاتها، ومواردها لتحقيق هذا الحلم الذي بدأ يأخذ زخما. وتعتبر جليلة ان تخليد اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، يمثل فرصة من اجل الاحتفاء بالتقدم المحرز على مستوى تحسين وضعية المرأة في العالم بشكل عام وبشكل خاص في المغرب الذي شهد « تقدما ملموسا » على صعيد الحقوق، والمساواة بين الجنسين . وعبرت عن فخرها بالتميز الذي حققته العديد من النساء المغربيات على الساحتين الوطنية والدولية، اذ اضحين يتولين عدة مسؤوليات حكومية ودبلوماسية وغيرها ،وولجن كثيرا من المهن التي كانت حكرا على الرجل.