استطاع القفطان المغربي الضاربة أصالته في عمق التاريخ بتعدد أشكاله، وألوانه، أن ينال إعجاب أشهر الشخصيات في العالم، وخصوصاً الأشخاص الذين ينتمون إلى عالم الفن والأزياء. وتمكن القفطان من أن يصبح قطعة فنية تزيّن عروض المصممين العالميين خلال السنوات الأخيرة. وقد انتقل هذا التصميم التقليدي من البيوت المغربية إلى العالمية، بعدما عملت أجيال من مصممي الأزياء المغاربة على منحه الصورة التي يستحقها، والحرص على إضفاء رونق خاص به، وتجديده بشكل مستمر من أجل أن يتناسب مع أذواق وبيئات مختلفة. مصممات الفطان المغربي من الجيل الحالي لعل أكثر الأسماء المغربية تألقاً في هذا المجال خلال الفترة الأخيرة، سميرة الحدوشي التي ارتبط اسمها بشكل وطيد بعروض الموضة التي تُقام بباريس وعروض الأزياء التقليدية في دول الخليج، وسهام الهبطي التي شاركت أيضاَ بتظاهرات الموضة الباريسية، فضلاً عن سلمى بنعمر، وهي مصممة مغربية مشهورة تقيم في دبي. أما ما تشترك فيه المصممات الثلاث وغيرهن من المغربيات اللواتي اخترن هذا المجال، فيتمثل بعزمهن على إيصال القفطان المغربي الذي يعد تراثا وطنيا وتاريخياً، إلى العالمية. ولعل النجاحات الباهرة التي عاشها المصممون المغاربة، بالإضافة للرونق الخاص بالقفطان المغربي، من بين الأسباب التي ساهمت في جعل كبار مصممي الأزياء العالميين، يزاحمون أصدقاءهم المغاربة على تصميم القفطان وجعله عنصرا مهما في كل عروض الموضة الشهيرة، والتنافس على بيع قطعه بأثمنة مرتفعة. وصممت دور أزياء مشهورة مثل "إيف سان لوران" و"جون بول غوتييه" و"أوسكار دي لارنتا"، و"نعيم خان،" ثم "أماندا وايكلي" وآخرون كثر، القفطان، ما ساهم بجذب انتباه نساء من ثقافات وجنسيات متعددة. تهديد العولمة وضريبة الشهرة لا شك أن القفطان المغربي حقق شهرة عالمية، واخترق دور العرض في أرقى المهرجانات واللقاءات العالمية، بصفته موروثاً شعبياً مغربياً، ولكن، إغراءات التطوير، أسقطت عن القفطان في الكثير من الأحيان رونقه. ويحاول المصممون المغاربة الإبقاء على التصاميم العريقة والنفحات التقليدية، في تصميم القفطان المغربي.