أثار فيديو إعدام الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف الذي نشره تنظيم "الدولة الاسلامية" الثلاثاء ردا على ضربات الولاياتالمتحدة موجة تنديد عالمية واسعة، فيما أعلنت واشنطن عن إرسال 350 جنديا اضافيا الى العراق. وبعد 14 يوما على إعدام الصحافي الاميركي جيمس فولي، نفذ تنظيم "الدولة الاسلامية" تهديداته بقتل الصحافي سوتلوف الذي خطف في اب/اغسطس 2013 في سوريا بحسب شريط فيديو نشره المركز الأميركي لرصد المواقع الاسلامية "سايت" وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في قصاصة لها. وأكدت الولاياتالمتحدة صحة الفيديو الذي يظهر إعدام الصحافي كما أعلن البيت الأبيض الأربعاء. وقالت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي إن "الاستخبارات الأميركية حللت الفيديو الذي بث في الاونة الاخيرة ويظهر المواطن الأميركي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته". وفي الشريط يدين المسلح الملثم الهجمات الأميركية على الدولة الإسلامية ويقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة آخر بريطانيا عرف عنه باسم ديفيد كوثورن هاينس متوعدا بقتله. وجاء ذلك قبيل مغادرة الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى استونيا عشية قمة حلف شمال الأطلسي الخميس في ويلز. وردا على نشر الفيديو أعلن أوباما من استونيا إلى حيث وصل الأربعاء أن الولاياتالمتحدة لن ترضخ "للترهيب" وحذر بأن التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية "سيستغرق وقتا". وأوباما الذي أعلن الخميس الماضي، أن ليس لديه استراتيجية بعد لمواجهة "الدولة الاسلامية" التي يصفها ب"السرطان"، أمر الثلاثاء بإرسال حوالى 350 جنديا إضافيا الى بغداد لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة العراقية، ما سيرفع الوجود الاميركي هناك الى اكثر من الف عنصر. وواصلت الولاياتالمتحدة أيضا ضرباتها الجوية التي بدأتها في الثامن من اب/اغسطس على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق تتركز بصورة خاصة في محيط سد الموصل شمال البلاد ونشرت واشنطن حتى الآن مئات العسكريين لضمان أمن دبلوماسييها في بغداد. وشنّ تنظيم الدولة الاسلامية هجوما خاطفا في 9 حزيران/يونيو مكنه من اجتياح مساحات واسعة من العراق وإعلان إقامة "الخلافة الإسلامية" على الاراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق. وندَد الغربيون والامم المتحدة باعدام الصحافي الاميركي سوتلوف كما سبق ان فعلوا عند اعلان اعدام الصحافي جيمس فولي. وأعلن البيت الابيض أن أوباما سيجري مشاورات مع دول حلف الأطلسي "لتطوير تحالف دولي يهدف وضع استراتيجية" واعلن انه سيواصل دعم العراق في مواجهته تنظيم الدولة الاسلامية. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم الدولة الاسلامية قتل الصحافي الاميركي "يثير الاشمئزاز". كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء عن "سخطه" لإقدام الدولة الإسلامية على قطع رأس ستيفن سوتلوف. وقال الأمين العام خلال زيارة إلى نيوزيلندا "نحن جميعا ساخطون للمعلومات الواردة من العراق بشأن جرائم رهيبة يرتكبها بحق مدنيين" تنظيم الدولة الاسلامية "بما في ذلك الذبح المروع لصحافي آخر". وأضاف "أدين بكل قوة كل الجرائم المشينة من هذا النوع وأرفض القبول بان تكون هناك مجموعات كاملة مهددة بالتعرض لجرائم فظيعة بسبب معتقداتها". كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "هذا العمل الهمجي, بعد قتل صحافي Bخر هو جيمس فولي، يجسد الطبيعة الدنيئة" لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى قطع رأس الصحافي الأميركي في شريط فيديو قالت واشنطن انها لا تزال تتحقق من صحته. ويظهر الفيديو الذي حمل عنوان "رسالة ثانية الى اميركا" سوتلوف راكعا على ركبتيه ومرتديا قميصا برتقاليا والى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينا، وفي الشريط يقوم المسلح بقطع عنق سوتلوف منددا بالضربات الاميركية على تنظيم الدولة الاسلامية. وقال المسلح "لقد عدت يا اوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة الاسلامية". واعتبر سوتلوف مفقودا منذ 12 شهرا بعدما خطف في الرابع من اب/اغسطس 2013 في حلب بشمال سوريا قرب الحدود التركية. وكان يغطي الاحداث في العالم الاسلامي منذ اعوام عدة. وسوتلوف من مواليد ميامي (فلوريدا, جنوب شرق) ويحمل شهادة في الصحافة من جامعة سنترال فلوريدا. وقد عمل لمجلات تايم وكريستشن سيانس مونيتور وفورن بوليسي واخيرا لمجلة وورلد افيرز. وكانت والدة سوتلوف ناشدت أخيرا زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي العفو عن ابنها.