يرى الناشط قاسم الغزالي الذي عرف بمطالبته بالحريات الفردية، أن حركة "ماصيمينش" التي ظهرت قبل أيام من أجل المطالبة بحق الإفطار العلني في رمضان، هي حركة في جوهرها لا تدعو المغاربة إلى الإفطار بقدر ما تطالب بضمان حق "الأقلية" ويقول الغزالي في هذا الحوار الذي خص به "فبراير.كم" أنه انسحب للتو من الحركة، دون أن يغير رأيه في موضوع الحريات الفردية، كما يكشف عن تصوراته ل"حرية المعتقد" من منظوره الخاص.. ما دواعي ظهور حركة " ماصايمينش" وهل هي امتداد لحركة "مالي"؟ وهل ظهوركم مرادف لوأد "مالي"؟ أولا لابد من توضيح شيء جد أساسي في هذه المرحلة، واغتنم الفرصة لأعلنه من خلال منبركم، شخصيا لست مؤسسا لحركة "ماصايمينش'' ولا أتحمل أي مسؤولية بالحركة ما عدا المساهمة في تسيير صفحة الحدث وقد تنازلت عن هذه المهمة اليوم واعتذرت لبقية الزملاء عن ذلك. لماذا؟ لا أريد للحركة أن تكون مرتبطة بأسماء أفراد أو شخصيات عمومية كما هو الحال بالنسبة للعديد من التنظيمات الأخرى، هنالك أسماء كثيرة من داخل المغرب التي تعمل على إخراج الحدث الذي دعت له الحركة، وشخصيا لا أملك إلا أن أدعمها وأرفع القبعة احتراما لشجاعتها ونضجها، اتصل بي العديد من الصحفيين يريدون تصريحات تتعلق بالحركة وقد قمت بإحالتهم على أسماء وأرقام هواتف شباب مغاربة يمتلكون الجرأة الكافية في الحديث لوسائل الإعلام بهوياتهم الحقيقية. رجوعا إلى سؤالك، لا اعتقد بأن حركة "ماصيمينش" هي امتداد لحركة "مالي" لكن هنالك فضل كبير لحركة ''مالي" على المغاربة، فهي من خلق هذا النقاش الذي نعيشه اليوم وعلى استمرار كل هذه السنوات الأخيرة، لقد استطاعت "مالي" أن تلهم آلاف الشباب المغاربة للتفكير في خلق مبادرات حرة علمانية وحداثية، واعتقد انه الحال اليوم بالنسبة لشباب حركة " ماصايمينش". الواقع اليوم اثبت نجاعة المبادرات الحرة والشجاعة، ولا انتظر من حركة "مالي" إلا أن تقف في صف هؤلاء الشباب وتدعم أصواتهم، فشخصيا اكتشفت أن بعض المسيرين بصفحة "مصايمينش" لهم ارتباط قوي بحركة "مالي" وينتمون لمجموعة الحركة على الفايسبوك التي يقارب عدد أعضائها 3000 منخرط. هل لكم أن تفسروا دلالة شعاركم "اللوغو" خصوصا الرمز المتضمن داخله؟ حسب علمي، اللوجو الحالي هو اختيار فردي لأحد أعضاء المجموعة خصوصا بعد أن تلقينا انتقادات كثيرة بسبب شكل اللوغو القديم الذي لم يرق تصميمه أغلبية الأعضاء، ما يهم الآن ليس هو اللوغو ودلالته لكن المعنى والهدف من وراء هذه المبادرة السامية. ما الأشكال الاحتجاجية التي تودون خوضها خلال رمضان؟ اقترح زكرياء الرميدي وهو طالب مغربي ومدون نشيط، تنظيم وليمة من مأكولات بلاستيكية تضم فواكه، سندويتشلت، وخرفان مثل تلك التي تباع في القيساريات الشعبية، وبهذا سيكون الاحتجاج رمزيا، وفي إطار القانون، ولا يمكن أن تكون هناك متابعة قانونية. هل سبق وشهدتم محاكمة لشخص ببنود الفصل 222 من القانون الجنائي بدعوى إفطاره علنا في رمضان؟ شهدنا أبشع من ذلك، حينما أقدمت السلطات المغربية على اعتقال مجموعة من الشباب ليس لأنهم أقدموا على فعل الإفطار العلني، لكن لمجرد أنهم عبروا عن نية مسبقة في الإفطار بمكان منعزل وبعيد جدا عن أنظار المواطنين، وهو ما حصل مع شباب حركة "مالي" حينما تم اعتقالهم بالمحمدية ليتم إطلاق سراحهم بعد حملة التضامن الدولية والصورة الجد سلبية التي طالت المغرب بسبب تضييقه المفضوح على حرية مواطنين لا يطالبون إلا بحرية الضمير... لاحظنا عبر صفحتكم على الفايس بوك، تحول الحوار من مسألة النقاش حول "الحق في الإفطار العلني" إلى تهكم على الدين الإسلامي ردا على من يهاجمكم..هل من تفسير؟ خلال الأيام القليلة التي ساهمت فيها في تسيير النقاش بالصفحة، استطيع القول بأن ردود وتعليقات بعض الإخوة المسلمين كانت فاضحة ومسيئة جدا، ولم تناقش قناعاتنا وأفكارنا البتة، ولم تحط بموضوع المبادرة من أي جانب، وإنما اتسمت بالتهجم المباشر على أعضاء الحركة ونعتهم بصفات قبيحة جدا طالت حتى ذويهم وأقربائهم، ومحاولة تشويههم على صفحات فايسبوكية كثيرة، شخصيا نشرت صوري ونعثت ب "الشاذ والصهيوني". وأستطيع أن أؤكد لكم انه لم تكن هنالك حالات كثيرة للتهكم على الأديان ربما مشاركة أو مشاركتين طائشتين، وقد قمت شخصيا بحذف بعض المشاركات التي كانت تسعى إلى تحريف النقاش عن مساره، انسجاما مع هدف الصفحة والذي ليس مهاجمة الأديان أو مناقشة القناعات السياسية، لكن الإعلان عن الرغبة في تنظيم حدث يهدف إلى تحقيق مكتسبات لصالح الحريات الفردية بالمغرب. هل تعتبرون أنفسكم أقلية؟ وإن كان جوابكم بالإيجاب فهل المنطق يقضي أن تُفرض مطالب الأقلية على الأغلبية؟ قد نكون أقلية بالمنطق التقني الإحصائي، لكن على المستوى الفكري هنالك توجهات عقدية وسياسية لها حضورها لدى فئة من المجتمع المغربي ومن الضروري احترامها ومنحها مساحة محترمة للتعبير عن أفكارها دون إرهاب أو قطع رقاب. أنا لا أؤمن بوجود أي منطق "للفرض" في دعواتنا سواء المتعلقة برمضان أو التي تصب عموما في جانب تعزيز قيم حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها كونيا، بل هي محاولة إلى إبراز مدى أهمية قيمة التعايش والقبول بالآخر دون أن "تفرض علي أو أفرض عليك"، أن نعيش وفق استقلالية تامة عن أنماط التفكير الجمعي، الذي يحاسب الفرد إن اختار التحرر من قيد لم يختره فقط لان الجماعة توارثته وعملت على تقديسه، اعتقد أننا لسنا ضد أحد واننا نحاول فقط اقتفاء آثار الحرية. أحد زملائك في الحركة قال، أنه "إذا تمت معاقبتنا على أساس أننا ندعوا للإفطار العلني في رمضان، فلماذا لا تتم معاقبة المسلمين في أوربا لبنائهم المساجد"، هل معنى هذا أنكم تجاوزتم سقف الحق في حرية الإفطار العلني إلى مرحلة الدعوة لإشاعة ذلك؟ لحدود الساعة وحسب علمي، لايوجد ناطقون رسميون باسم الحركة، ولا يمكن أخذ تصريحات اي عضو على أساس أنها تمثل التصور العام للحركة، هناك بيانات ستصدرها الحركة للرأي العام، وفي البيان الاول سيتم الإشارة والتركيز على هذا المعطى. شخصيا اعتقد، أن النقاش اليوم ليس هو الدعوة لإفطار رمضان، "وكالين رمضان" موجودين وهم منسجمون مع قناعاتهم العقدية ومواقفهم من الوجود، لا أريد لأحد أن يفطر رمضان إن لم يكن ذلك عن قناعة، وأدعم حق المسلم في الصيام وممارسة شعائرة الدينية كاملة، احترم حق المسلم في بناء المساجد ورفع آذان الصلاة بها حيثما وجد، وأندد بحضر بناء المآذن بسويسرا أو منع منقبة أو محجبة من الدراسة والعمل، لكن في نفس الوقت أطالب بنفس الحقوق، لا اقبل بأن يزج بي في السجن بسبب وجبة أكلتها بالشارع ولم تنل حقها من الهضم بعد لأجد نفسي وراء قضبان زنزانة مظلمة، كما ارفض أن يتم تكفيري بسبب تعبيري عن موقف من قضية تهم الحريات وحقوق الإنسان، نحن لسنا دعاة فتنة، الفتنة هي أن تضطهد فئة مسالمة وكلك اعتقاد بأنك قدمت لدينك خدمة.