إدجارتاون (ماساتشوستس/واشنطن) 25 أغسطس آب (رويترز) - اكتشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الاسبوعين الماضيين ان الرؤساء قد يواجهون مشاكل خلال عطلاتهم الخاصة لأنها قد تعطى الانطباع بأنهم بعيدون عما يشغل بال الامريكيين. عاد أوباما الى واشنطن أمس الاحد ليجد أمامه مهمة اصلاح بعض ما شاب سمعته بعد ان تعرض لانتقادات عنيفة لانه كان يلعب الجولف وسط أزمة الدولة الاسلامية الساخنة في العراق والاضطرابات العرقية في ميزوري والمواجهة التي حدثت بين طائرة صينية وأخرى أمريكية فوق اليابان وتجدد العنف في أوكرانيا.
لكن هذا يحدث دوما مع كل الرؤساء الامريكيين المعاصرين وتعرض الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش للانتقاد حين استقل زورقا سريعا غالي الثمن قبالة سواحل ولاية مين بينما كانت البلاد تواجه تباطؤا اقتصاديا، كما ورد في قصاصة لوكالة رويترز قبل قليل.
وفي عام 2002 تعرض الرئيس السابق جورج بوش الابن الى الاستهزاء حين قال للصحفيين في ملعب الجولف "تابعوا هذه الضربة" بعد ان كان قد أدلى لتوه ببيان شديد اللهجة عن الارهاب واضطر الى ترك هذه الرياضة تماما خلال فترة رئاسته تفاديا للجدل.
ولم يفلت بيل كلينتون الرئيس الامريكي الاسبق بدوره من الانتقاد حين قضى عطلة باهظة التكاليف في مصيف (مارثا فاينيارد) في وقت كان يحاول فيه التقرب من المواطن الامريكي العادي.
كان أوباما يقضي عطلته أيضا في مارثا فاينيارد وخلال العطلة التي دامت أسبوعين لعب تسع جولات من الجولف استغرقت كل منها نحو خمس ساعات. وكان يحاول فيما يبدو تهدئة عقله وابعاده عن الاستقطاب السياسي في واشنطن قبل معركة حزبية منتظرة بشأن قوانين الهجرة التي يستعد لاصدارها.
لكن لعب أوباما الجولف مع نجم كرة السلة السابق ألونزو مورنينج يوم الاربعاء الماضي بعد دقائق معدودة من القائه كلمة بدا فيها متأثرا للغاية وهو يتحدث عن ذبح مقاتل من الدولة الاسلامية للصحفي الامريكي جيمس فولي تصدر عناوين الصحف.
وهذا بالقطع مشكلة بالنسبة لرئيس تراجعت نسبة تأييده الى 40 في المئة وهو مؤشر مقلق للديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني.
ويقول المدافعون عن أوباما إن هذه الضجة لا مبرر لها وإن الرئيس استطاع أداء مهامه على ما يرام ولم ينفصل تماما عن عمله. فخلال الاسبوعين الأخيرين أدلى بأربعة بيانات عامة أحدها في مؤتمر صحفي عندما عاد إلى البيت الابيض لمدة يومين قبل أسبوع.